بدأت عملية جديدة لتسوية أوضاع المطلوبين للأجهزة الأمنية التابعة للنظام في مدينة البوكمال الواقعة على الحدود السورية العراقية، وذلك استكمالاً لعملية “المصالحة الطوعية” التي أعلن عنها رأس النظام السوري “بشار الأسد” في مدينة ديرالزور والمدن والبلدات المحيطة بها.
حيث وصل إلى المدينة، التي تسيطر عليها الميليشيات الإيرانية بشكل كامل، عدد من قادة وضباط الأفرع الأمنية التابعة للنظام السوري، وعلى رأسهم مدير جهاز المخابرات العامة اللواء “حسام لوقا”، بالإضافة إلى ضباط في الفرقة الرابعة والفرقة 17 ورؤساء الأفرع الأمنية المحلية، وبعض مسؤولي حزب البعث الحاكم في المدينة.
في الوقت الذي عمدت فيه الميليشيات الإيرانية على فرض طوق أمني مكثف حول مقراتها العسكرية وسط المدينة وعلى أطرافها، مع قيامها بنشر عدد كبير من عناصرها المحليين عند حواجزها المنتشرة على مداخل المدينة، بينما قامت بمنع عناصرها الأجانب من التجول في شوارع المدينة إلى حين انتهاء عملية “المصالحة الطوعية” التي أعلن عنها النظام السوري.
وذكرت مصادر خاصة، أن السبب وراء منع الميلشيات الإيرانية عناصرها الأجانب من التجول داخل مدينة البوكمال هو عدم ظهورهم في كاميرات الأخبار التابعة للنظام السوري، والتي وصلت إلى المدينة من أجل تغطية عملية “المصالحة الطوعية” التي أعلن عنها النظام السوري.
في حين أكدت المصادر ذاتها لمنصة SY24، أن الميليشيات الإيرانية طلبت من عناصرها المحليين الذهاب إلى خيمة “المصالحة الطوعية” بالزي المدني المحلي (جلابيات وبيجامات)، وذلك تلافياً للأخطاء التي وقعت أثناء عملية “المصالحة” في مدينة ديرالزور.
الأستاذ “على الحسين”، وهو أحد أبناء مدينة البوكمال ويقيم في مدينة ديرالزور، ذكر أن المدينة “تكاد أن تخلو من الشباب بعد هروب معظمهم إلى مناطق سيطرة قسد أو إلى الشمال، وذلك بعد سيطرة النظام والميليشيات الإيرانية عليها”.
وقال الأستاذ في حديثه لمنصة SY24، إن “أغلب من يتواجد الآن داخل المدينة هم من الشباب الذين لم يشاركوا في أي أعمال قتالية ضد النظام السوري، أو الموالين للنظام السوري والذين كانوا خارجها إبان سيطرة المعارضة السورية عليها، ولذلك فإن نسبة الإقبال ستكون منخفضة جداً مقارنةً بما كانت عليه في مدينة ديرالزور”.
وأوضح أن “من عاد إلى حضن النظام السوري وقام بإجراء عملية المصالحة هم عدد قليل من المقيمين في دول الخليج أو بعض المقيمين في مدينة ديرالزور، أما أهالي البوكمال فغالبيتهم يعيشون في الشمال السوري المحرر أو داخل تركيا”.
وكان النظام السوري قد أعلن عن إطلاقه عملية “المصالحة الطوعية” وتسوية أوضاع المطلوبين لها من المتخلفين عن الخدمة الإجبارية والفارين منها، أو من العساكر والضباط المنشقين عن جيش النظام السوري والذين لم “تتلطخ أيديهم بالدماء”، بحسب تعبيرهم.
في حين شهدت عملية “المصالحة الطوعية” في مدينة ديرالزور إقبالاً ضعيفاً جداً من أبناء المدينة، بسبب خوفهم من قيام النظام بالغدر بهم واعتقالهم، مما دفع النظام للاستعانة بعناصر ميليشيا الدفاع الوطني وعناصر الميليشيات الإيرانية من أجل الظهور أمام عدسات الكاميرا وإيهام الجميع أن عملية “المصالحة” مستمرة على قدم وساق.