رئيس وزراء النظام يزور ديرالزور برعاية أجنبية.. ما الهدف؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

أكدت المعارضة الإيرانية، أن ما تقوم به المنظمات والجمعيات التي تديرها ميليشيا “الحرس الثوري”، من مشاريع خدمية في المناطق السورية التي تهيمن عليها، هي من أجل “خدمة مشروع طهران الطائفي في المنطقة، وليس من أجل مساعدة السوريين أو النظام الحالي الذي يعتبر مندوباً عنها لإدارة البلاد”.

وجاء ذلك على لسان “طاهر أبو نضال الأحوازي” عضو “المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية”، في تصريح خاص لمنصة SY24، وذلك بعد الزيارة الأخيرة التي أجراها رئيس حكومة النظام السوري إلى مدينة ديرالزور والريف المحيط بها.

وقال المعارض الإيراني: “في الواقع علينا أن نقول أن النظام‌ الذي یحکم‌ سورية اليوم ليس نظاماً وطنياً، بل هو بمثابة مندوب عن الاحتلال الإيراني، الذي هدم ودمر البنية التحتية في سورية وقَتل وهجر أبنائها، وأصبحت البلاد تدار الآن وبشكل مباشر من قبل ميليشيا الحرس الثوري الإيراني”.

وأضاف أن “كل ما تقوم به دولة الاحتلال الإيراني من بناء مراكز للحرس الثوري، وقواعد عسكرية ومدنية خارج سيطرة النظام السوري هي من أجل مصالحها الاستراتيجية ومشروعها التوسعي وتثبيت وجودها  في سورية والتمدد في الوطن العربي، خاصة أن النظام الإيراني محتاج اليوم للإعمار داخل جغرافية ما تسمى بـ إيران المصطنعة”.

وجاءت تصريحات “الأحوازي” بعد زيارة قام بها رئيس حكومة النظام السوري “حسين عرنوس”، برفقة عدد من وزراء حكومة النظام إلى مدينة ديرالزور، الواقعة تحت سيطرة قوات النظام السوري والميليشيات الايرانية والمحلية الموالية له، وذلك “بتوجيه مباشر من رأس النظام السوري بشار الأسد، واستكمالاً لعملية المصالحة الطوعية التي أطلقها النظام مؤخراً في المدينة”.

زيارة الوفد الوزاري برئاسة “عرنوس” إلى مدينة ديرالزور تمت تحت رعاية وإشراف عناصر ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، الذين رافقوا الوفد إلى جميع المشاريع التي تمت زيارتها في المدينة، وذلك لضمان عدم اقتراب عدسات التصوير من المناطق العسكرية الخاصة بالميليشيات الإيرانية والموجودة ضمن الأحياء السكنية في مدينة ديرالزور.

حيث ظهر عناصر ميليشيا الحرس الثوري وبقوة بجانب رئيس حكومة النظام “حسين عرنوس”، وخصوصاً أثناء الزيارة التي قام بها إلى “الجسر الإيراني” الواصل بين مدينة ديرالزور وقرية “حطلة” في الريف الشمالي للمدينة، والذي تم إنشاؤه برعاية منظمة “جهاد البناء” الإيرانية، كبديل عن العبارة النهرية التي تستعملها المليشيات الإيرانية في التنقل بين ضفتي النهر.

حيث تسيطر منظمة “جهاد البناء” الإيرانية على معظم عمليات إعادة إعمار البنى التحتية في المدينة وريفها، وقامت بتنفيذ عدد من المشاريع الخاصة بها من تعبيد للطرق، وإعادة تأهيل بعض المدارس والمؤسسات الحكومية، ناهيك عن قيامها بإعادة ترميم عدد المراكز الصحية والمستشفيات، وافتتاح مشافي خاصة بها في حي القصور بمدينة ديرالزور.

بالإضافة إلى قيام منظمة “جهاد البناء” الإيرانية بإنشاء عدة شركات وهمية وتحت مسميات مختلفة، من أجل تنفيذ المشاريع المشتركة مع منظمة الأمم المتحدة والمتعلقة بإعادة تأهيل الأحياء المدمرة في المدينة، وإصلاح شبكات الصرف الصحي وشبكات المياه والكهرباء، وإعادة ترميم المدارس والمشافي والجسور.

المعارض الإيراني “علي رضا أسد زاده”، ذكر أن “النظام الايراني يساهم بعملية بناء الجسور في سورية، في الوقت الذي دمر فيه هذا النظام  البنية التحتية في إيران طيلة فترة سيطرته على الحكم خلال الـ 42 سنة الماضية”، على حد تعبيره.

وقال “زاده” في حديثه لمنصة SY24: إن “أولوية مشاريع إعادة إعمار البنى التحتية في سورية هو عسكري بحت، لأن النظام الإيراني يرى سورية على أنها جزء من العمق الإستراتيجي في مشروعها لتصدير الإرهاب إلى العالم”.

وأضاف أنه “يتعامل النظام الإيراني مع مسؤولي حكومة الأسد في سورية على أنهم دمى يحركها كيفما يشاء ووقتما يشاء، وذلك من أجل إظهار دور النظام الإيراني في القضية السورية وتلميع صورته أمام العالم أجمع”.

ويتواجد في سورية عدد كبير من الميليشيات الشيعية والطائفية التي تتبع جميعها لميليشيا الحرس الثوري الإيراني، والتي قدمت إلى سورية منذ انطلاق الثورة السورية في آذار\ مارس 2011، من أجل مساعدة النظام السوري على قمع الانتفاضة الشعبية، وأيضاً من أجل إكمال مشروعها الطائفي في السيطرة على المدن العربية ونشر الفكر الشيعي بين أبنائها.

حيث باتت هذه الميليشيات تسيطر بشكل كامل على عدد كبير من المدن والبلدات السورية، والتي باتت خارج سلطة النظام السوري ومؤسساته الحكومية وأجهزته الأمنية، والتي أصبحت جزءاً من هذه المليشيات، وذلك من أجل بسط نفوذها على المنطقة والاستفادة من خيراتها.

ويقدر عدد الميليشيات الإيرانية المتواجدة في سورية بحوالي 50 ميليشيا، تتبع جميعها لميليشيا الحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر، في الوقت الذي يقدر فيه عدد عناصر هذه الميليشيات في سورية بأكثر من 100 ألف عنصر أجنبي ومحلي، وذلك باعتراف قائد ميليشيا الحرس الثوري الإيراني السابق “محمد جعفري”.

ومن أبرز الميليشيات الشيعية والطائفية التي تتبع لميليشيا الحرس الثوري الإيراني في سورية هي ميليشيا حزب الله اللبنانية المصنفة على قوائم الإرهاب العالمية، ومليشيا زينبيون الباكستانية، وميليشيا فاطميون الأفغانية، وميليشيا الحشد الشيعي العراقية، وغيرها من الميليشيات الإيرانية الشيعية الموجودة في سورية.

مقالات ذات صلة