أثارت تصريحات مندوب المملكة العربية السعودية إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة “عبد الله المعلمي” غضب مقربين من حكومة النظام السوري والأجهزة الأمنية، في حين اعتبر محللون أن هذه التصريحات هي رسالة صريحة على أن المملكة لن تحذو حذو الدول الأخرى بالتطبيع مع الأسد.
أكد “عبد الله المعلمي” السفير السعودي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن الحرب ما زالت مستمرة في سوريا، وطالب المجتمع الدولي بعدم تصديق النظام السوري، الذي يقف زعيمه “هرم من جماجم الأبرياء مدعيا النصر العظيم”.
وقال “المعلمي” في اجتماع للجمعية العامة، يوم الخميس الماضي، إن “الحرب لم تنته، وفي هذا العام أضيف 2000 شهيد لقائمة الشهداء الذين يزيد عددهم على 350 ألف شهيد”، مضيفا “لا تصدقوهم إن قالوا إن الحرب قد انتهت في سوريا، وبنهايتها لا حاجة لقرارات الأمم المتحدة.. لا تصدقوهم إن قالوا إن الأمن قد استتب، واسألوا المليون ونصف مليون سوري الذين أضيفوا هذا العام إلى قائمة المهددين بغياب الأمن الغذائي”.
وتحدث السفير السعودي عن الجرائم التي يرتكبها النظام السوري والميليشيات الإيرانية الطائفية، قائلاً: “لا تصدقوهم إن وقف زعيمهم فوق هرم من جماجم الأبرياء مدعيا النصر العظيم، فيكف يمكن لنصر أن يعلن بين أشلاء الأبرياء وأنقاض المساكن، وأي نصر هذا الذي يكون لقائد على رفات شعبه ومواطنيه”.
الائتلاف الوطني يشكر المعلمي
وأجرى رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، سالم المسلط، اتصال هاتفيا بالمعلمي أعرب فيه عن شكره وامتنانه له على الكلمة التي ألقاها في الجمعية العامة، حسبما ذكر الائتلاف عل موقعه الرسمي.
وأشاد المسلط بموقف الرياض الثابت من الأوضاع في سوريا وعدم إقدام الحكومة السعودية على تطبيع العلاقات مع حكومة دمشق.
بالمقابل، تلقفت حكومة الأسد تصريحات المندوب السعودي بغضب، إذ كتب عضو هيئة المصالحة والمقرب من أجهزة النظام الأمنية عمر رحمون، عبر صفحته على تويتر: “باع الفصائل في الغوطة وحمص ودرعا وإدلب والدير وباع المعارضة وأغلق مقرها عنده وأرسل كبير أمنييه إلينا، وأعطى إحداثيات أخطر قيادات المعارضة المسلحة للروس وتم قتلهم بناء على إشارته! واليوم يقول لا تصدقوهم فعلاً لا تصدقوه! لا تتغطى الشمس بتصريح موظف صغير “، حسب قوله.
واعتبر محللون أن تصريحات سفير المملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي، الأخيرة بشأن سوريا تؤكد رفض الرياض فكرة أن تحذو حذو دول عربية اتخذت خطوات لتطبيع علاقاتها مع الأسد، مؤخرا.
ويرى المحلل السياسي السعودي، مبارك آل عاتي، أن هذه التصريحات تؤكد رفض المملكة التام للتعامل مع النظام السوري، مشيرا إلى أن “موقف الرياض ثابت في هذه القضية، وهو دعم الشعب السوري”.
وقال آل عاتي لموقع “الحرة” إن “نظام الأسد لم يتراجع عن انتهاكاته ضد الشعب السوري، كما أن الميليشيات الطائفية والإيرانية ما زالت تقتل في الناس”. ولفت إلى أن نظام الأسد “لا يزال يمنع المواطنين واللاجئين من العودة إلى منازلهم”، مؤكدا أن موقف الرياض “كان ولايزال يرفض كل هذه الانتهاكات”.
ويقول الباحث “أندرو جيه. تابلر” الأقدم في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أن هذه التصريحات تؤكد أن السعودية “لن تطبع العلاقات مع نظام الأسد”، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أنها “لن تمنع الأردن والإمارات من ذلك”.