يقع مخيم “الهول” الواقع في شمال شرق سوريا، على مقربة من الحدود العراقية، ويعد المخيم بأنه “البقعة الأكثر دموية على وجه البسيطة”، إلا أن ذلك لم يمنع الكثير من نساء المخيم من العمل تجنبا للعوز.
وتعقيباً على ذلك، تقول الناشطة “هيا وليكا” التي تعمل داخل المخيم، إن “هذه الأسقف القماشية لا تخلوا من قصص مؤلمة عن عنفً خفي يعشنه معظم النساء القابعات داخله، في ظل عدم وجود حلول دائمة ومحددة لسكانه”.
وأضافت “هيا” في حديث خاص لها مع منصة SY24، أن “تصاعد حالات العنف والاعتداء أدت إلى انسحاب الكثير من الجهات العاملة من محيط المخيم، ليبقى الكثير من قاطنيه عرضة للعوز والفقر، ولا سيما النساء والأطفال منهم”.
وعلى الرغم من وجود ما لا يقل عن نحو 54 منظمة داعمة، لكنها غير قادرة على تلبية الاحتياجات الأسرية، لا سيما فيما يتعلق بتأمين الضروريات اليومية.
تجهد “ليلى” بتدوير رغيف الخبز على الصاج، وتغفل عينها بين الحين والأخرى على ابنها الرضيع في الخيمة وباقي أولادها خشية من أي اعتداء.
تقول “ليلى”: “جاء المهاجمون في منتصف الليل وقتلوا زوجي الذي كان نائماً بجانبي، كنت في الأشهر الأخيرة من حملي ولا أقوى على الحركة ولم أتمكن من فعل شيء لإنقاذه إلا أنني صرختُ بعد خروجهم”.
وتابعت قائلة: “لم يتبقى لنا مصدر للرزق بعد وفاته، والحصص الإغاثية غير مستقرة، حيث تعاني جميع الأمهات من فقد الحليب لأطفالهم بشكل مستمر، وهذا ما اضطرني لتعلم مهنة جديدة أعيش منها وأولادي، بعد وفاة زوجي ريثما تشملنا وساطة العشائر للخروج”.
قساوة المشهد الذي يعيشه معظم النساء داخل المخيم جعلت لكل واحدة منهن حياة تختلف عن سابقتها، تقول “سارة”: “بعد وفاة زوجي بقليل بدأت أعمل على تدريس اللغة العربية للفتيات، واتقاضى أجري على ذلك”.
ولفتت إلى أن “معظم قطاعات المخيم كانت تدرس منهجاً عراقياً، إلا أن إدارة المخيم عملت على توحيدها وأصبح معظم الأطفال يتلقون نسخة من منهاج اليونيسف، حيث تعمل منظمة Save The Children هنا لتقديم التعليم”.
وفي السياق ذاته، تقول السيدة “أم المهلب”، إنه “على الرغم من قساوة العيش هنا، إلا أنني أعمل جاهدة للبقاء بداخله، فأنا أفضل العيش هنا على العودة إلى مناطق النظام أو التشرد برحلة نزوح جديدة”.
وأضافت “ورثت مهنة تصنيع منتجات الألبان عن عائلتي، وبعد حصولي على إذن من إدارة المخيم بدأت أتحرك داخل القطاعات، من أجل تدريب بعض النساء ممن يرغبن بتعلم هذه المهنة، كما تقدمت بطلب إلى منظمة وقفة امرأة العاملة في مخيم الروج للسماح لي بدخوله وتدريب النساء الراغبات بذلك”، مشيرة إلى أن “غالبية العائلات أصبحت تمتلك بعض المواشي، وتعتمد فيها على تأمين بعض من قوت يومهم”.
تتواصل مبادرات شيوخ العشائر العربية لإخراج النساء وأطفالهن من مخيم “الهول” بريف الحسكة، وتؤكد مصادر محلية نقلا عن إدارة المخيم، أن نحو 22 ألف شخص من حملة الجنسية السورية داخله، حيث تستعد إدارة المخيم الآن لإخراجهم على دفعات قبل اشتداد أزمة الشتاء، إلا أن نحو 16 ألف شخص منهم كانوا يقيمون في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام قبل رحلة النزوح سابقا، الأمر الذي يشكل عائقا كبيرا أمام إخراجهم.