شهدت مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة قوات النظام وميليشيات روسيا وإيران، تخريج دفعة جديدة من عناصر “المصالحات”، الذين تمت تسوية أوضاعهم لدى الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، مؤخراً.
وكانت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري طالبت جميع الأشخاص الذين قاموا بتسوية أوضاعهم في مدينة ديرالزور بالالتحاق بدورة تدريبية مغلقة في معسكر “الطلائع” الذي تديره الفرقة الرابعة في جيش النظام، وذلك بغرض إرسالهم إلى النقاط المتقدمة في البادية السورية، أو إلى خطوط التماس مع فصائل المعارضة السورية في شمال غربي سوريا.
حيث أجبر قادة الفرقة الرابعة وضباط الأجهزة الأمنية جميع عناصر “المصالحات” على ترديد هتافات موالية لرأس النظام السوري “بشار الأسد” وشقيقه “ماهر الأسد” قائد الفرقة الرابعة، وذلك خلال مسيرة مؤيدة انطلقت من مركز الدورة في معسكر “الطلائع” باتجاه مبنى محافظة ديرالزور الواقع في حي الجورة غربي المدينة.
وذكرت مصادر خاصة لمنصة SY24، إن “العديد من ضباط وعناصر الفرقة الرابعة، قاموا بتوجيه سيل من الشتائم والكلمات النابية لعناصر المصالحات الذين خضعوا لدورة عسكرية مغلقة في معسكر “الطلائع” بمدينة ديرالزور، بالإضافة إلى قيام هؤلاء الضباط بضرب وتعذيب عدد منهم، وتوجيه اتهامات لهم بالعمل سابقاً مع فصائل المعارضة السورية”.
وأكدت المصادر، أن “ضابط ينحدر من إحدى قرى الساحل السوري، قام بإجبار عنصر من أبناء ريف ديرالزور الغربي على تعاطي المشروبات الكحولية وسب الذات الإلهية، وسط حالة من الضحك الهستيري تملكت الضابط، وتهديدات للشاب بالقتل في حال في حال رفضه تنفيذ هذه الأوامر”.
وفي سياق متصل، أعلن رئيس ما يسمى بـ “مركز المصالحة الروسي- السوري” المدعو “عبدالله الشلاش” عن تمديد عملية المصالحة الطوعية في مدينة الميادين والقرى والبلدات المحيطة بها لغاية 2\1\2022، وذلك بسبب ما وصفه بـ “الإقبال المتزايد على عملية المصالحة في المنطقة”، وأشار إلى أن عدد الأشخاص الذين تمت تسوية أوضاعهم في مناطق سيطرة النظام السوري في ديرالزور، بلغ حوالي 1700 شخص.
وأشارت مصادر مطلعة، إلى أن غالبية الذين قاموا بتسوية أوضاعهم خلال عملية “المصالحة” الأخيرة التي انطلقت في مدينة ديرالزور هم من مؤيدي النظام السوري ومن عناصر ميليشيا الدفاع الوطني والميليشيات الإيرانية والروسية الموجودة في المدينة، والذين تم الاستعانة بهم من أجل “إظهار نجاح عملية المصالحة الطوعية التي انطلقت في المدينة في شهر تشرين الثاني من العام الجاري”.
يذكر أن قوات النظام السوري تمكنت من السيطرة على مدينة ديرالزور والريف المحيط بها، بدعم كامل من الطيران الحربي الروسي والميليشيات الإيرانية، وذلك بعد انسحاب تنظيم داعش من المدينة في أواخر عام 2017.