حالة من الغضب بين الموالين للنظام السوري، أشعلتها تصريحات الروس بخصوص القصف الإسرائيلي الأخير على مرفأ اللاذقية، فجر أمس الثلاثاء، مؤكدين أنها تصريحات ساخرة من النظام، وأن هناك اتفاقًا واضحًا بين روسيا وإسرائيل على هذا القصف.
جاء ذلك عقب ما صرّحت به وزارة الدفاع الروسية والتي بيّنت أن قوات النظام لم تتصد “للمقاتلتين الإسرائيليتين” اللتين قصفتا مرفأ اللاذقية، وذلك بسبب هبوط طائرة روسية في مطار حميميم وقت العملية، ما أثار موجة من ردود الفعل غير المسبوقة تجاه هذا التصريح.
والبداية كانت من “دريد الأسد” ابن عم رأس النظام “بشار الأسد”، والذي وصف تلك التصريحات بـ “الحُجّة الروسية”، متسائلًا “لطالما كان هناك طائرة روسية في الأجواء ألم ترصد هذه الطائرة الروسية هدفين عدوين؟! فلماذا لا تقوم بالاشتباك معهما باعتبارهما هدفان عدوان؟”.
وأضاف “ألم ترصد منظومات الرصد و المسح الجوي المنتشرة في مطار حميميم والمنطقة المحيطة به أهدافاً عدوّة (طائرات أو صواريخ موجهة) وتقوم على أثر ذلك بتشغيل و تفعيل ومن ثم إطلاق مضاداتها الصاروخية المنتشرة في حميميم وحول حميميم؟”.
واعتبر أن “روسيا لم تمانع ولن تمانع حدوث هكذا ضربات البارحة ولا اليوم ولا في المستقبل”.
ووافقه عدد من الموالين للنظام والذين عبّروا عن تأييدهم لما ذكره “دريد الأسد” بعبارة: “روسيا واسرائيل وجهين لعملة واحدة، وإذا عملوا ثلاثة وجوه للعملة ستكون إيران للأسف، وكان الله بعون هذا الشعب وهذه البلد”.
من جانبها، أشارت ماكينات النظام الإعلامية ومنها جريدة “الوطن” التابعة للنظام، إلى أنها ليست المرة الأولى التي تحتمي فيها مقاتلات العدو بطائرات تستخدم المطارات السورية (في إشارة للطائرات الروسية)، إذ اعتادت طائرات العدو على هذا الأسلوب من الهجمات هروباً من منظومة الدفاع الجوي، حسب تعبيرها.
وردّ البعض الآخر من الغاضبين من التصريحات الروسية بالقول: “الدفاع الروسية أجدر بكم أن تخرسوا ولاتتفوهوا بهكذا تصريحات تستفز الشعب السوري: الصواريخ قادمة من البحر يعني من الممكن أن تكون باتجاه حميميم، وبما أن الروس لم يسقطوها فهم يعلمون بوجهتها مسبقا، وعندما أسقطت الدفاعات الجوية السورية طائرة روسية بالخطأ أثناء التصدي لعدوان سابق تعهدت روسيا بتسليم سورية صواريخ (اس 300) التي تقوم بتحييد الأهداف المعادية وتميزها عن الصديقة، أين هي؟، ومرة جديدة الصواريخ الاسرائيلية تعرّض الطائرات الروسية للخطر، أين الرد؟”.
وأعرب آخرون عن استيائهم من روسيا بالقول “تصريح سخيف وكاذب، ويستخف بعقول الناس،روسيا تهتم بمصالحها فقط لا غير وسلوكها الحالي في سوريا يثير القرف والاشمئزاز”.
ومع كل غارة إسرائيلية تتعالى أصوات القاطنين في مناطق النظام غضبًا من احتفاظ النظام بحق الرد، ومن استمراره ببيع الأوهام لهم سواء في هذا الإطار أو إطار الأزمات الحياتية التي تتفاقم يومًا بعد يوم.