أفادت مصادر مهتمة بتوثيق قتلى النظام السوري وميليشياته في مناطق متفرقة من سوريا، بمصرع عدد من عناصر النظام في البادية السورية، جراء هجوم يعتقد أنه على يد تنظيم “داعش”.
وذكرت المصادر أن عناصر يعتقد أنهم يتبعون لتنظيم “داعش” شنوا، خلال الساعات القليلة الماضية، هجوما على باص مبيت تابع للنظام وعناصر مجموعات مساندة له، ما أدى لمقتل عدد كبير منهم وإصابة آخرين.
وأوضحت المصادر أن الهجوم وقع بالقرب من المحطة الثالثة في البادية السورية.
في حين، اعترف النظام بالهجوم مدّعيا أن عدد القتلى فقط 5 عناصر، وعدد المصابين وصل إلى 20، الأمر الذي كذّبته مصادر معارضة للنظام.
وأعرب عدد من القاطنين في مناطق النظام ومن رواد منصات التواصل الاجتماعي المؤيدين له، عن غضبهم من الهجوم الذي أسفر عن وقوع قتلى لقوات النظام، منددين بغياب أي حماية أمنية لهؤلاء العناصر خاصة أثناء مرورهم من البادية السورية.
وتعقيبًا على ذلك قال الناشط السياسي “مصطفى النعيمي” لمنصة SY24، “أرى أن تطور القدرات القتالية لدى التنظيم بهذه السرعة هو أمر مدروس وبات يستخدم استراتيجية الإغارة السريعة والانسحاب المباشر من مسرح العمليات، ولم يعد يستخدم التكتيك العسكري بإعلانه السيطرة على الأرض مطلقا، ليتاح له ضرب المزيد من القوات المنتشرة في البادية السورية وسيطرته على العتاد العسكري الذي بحوزتها، واستثماره مجددا في ضرب قوات أخرى”.
وأضاف “بمعنى أن التنظيم بات يستخدم قدرات ذاتية في نقاط مختلفة دون الرجوع إلى قيادة مركزية ضمن استراتيجيته في إدارة المعارك، ما يطلق عليه العمل ضمن قطاعات صغيرة بانتشار أوسع (الذئاب المنفردة)، والتي أثبتت نجاعتها في ضرب خصومهم منذ الإعلان الأمريكي عن الانتهاء من التنظيم”.
وتساءل “النعيمي” قائلا “لماذا لم تتحرك القدرات الجوية الروسية في عملية التغطية والإسناد لقوات النظام وهذا هو السؤال الأهم، والإجابة على هذا السؤال أيضا تقتصر على السياق الأمني، فترك تلك القوات دون تقديم الغطاء الجوي ولا حتى الاستاد حال الاشتباك ربما يعود لأن روسيا ترغب في إعلان أن قواتها تشارك في تلك الحرب وأنها بديلا للقوات الأمريكية في المنطقة، وأن قوات النظام ما زالت تقاتل إرهابيين”.
الجدير ذكره أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف حافلات مبيت تابعة للنظام أو سيارات تقل عناصر له ولميليشياته، سواء في البادية السورية أو في مناطق أخرى ينشط فيها تنظيم “داعش” والخلايا التابعة له.
ففي نهاية العام 2020، لقي 30 عنصرا لقوات النظام السوري مصرعهم، جراء تعرض حافة تقلهم لهجوم مسلح على طريق “حمص- تدمر- دير الزور”، إضافة لتعرض آخرين للخطف على يد المجموعة التي نفذت الهجوم.
وادّعى حينها النظام أن جميع القتلى هم من المدنيين المسافرين، وأنهم كانوا يستقلون حافلة “بولمان”، وأنهم تعرضوا لهجوم مسلح على طريق “دير الزور ـــ تدمر” في منطقة “كباجب”، في حين ذكرت مصادر خاصة لمنصة SY24، أن الهجوم نفذته خلايا تتبع لتنظيم “داعش”، مؤكدة أن جميع القتلى هم من الفرقة الرابعة التابعة للحرس الجمهوري التابعة للنظام السوري.
ومطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر 2020، لقي نحو 27 عنصرا للنظام السوري والميليشيات المساندة له مصرعهم وجرح آخرون، جراء هجمات شنها تنظيم “داعش”، على مواقع لهم في ريفي دير الزور والرقة.
ومنتصف العام 2021، قتل وأصيب أكثر من 15 عنصراً من قوات النظام، جراء انفجار وقع بالقرب من مشروع دمر في مدينة دمشق.
وقال مراسلنا إن “الانفجار وقع في حافلة مبيت عسكرية عند مدخل مساكن الحرس الجمهوري في مدينة قدسيا، ما أدى إلى مقتل 8 عسكريين بينهم ضابط، كما أصيب 7 آخرين”.