يشتكي أهالي الطلاب في محافظة ريف دمشق، من عدم وجود تدفئة للطلاب داخل المدارس، ومن انخفاض الكمية المخصصة من الوقود “المازوت” في حال وجدت، في ظل انخفاض درجات الحرارة خلال فصل الشتاء، ولاسيما في مناطق الريف التي تعتبر أبرد نسبياً من المدن وتحتاج مخصصات أكثر من وقود التدفئة لإشعال المدافئ في الغرف الصفية.
وأضاف الأهالي أن عدد كبير من المدارس لا تتوفر فيها البنية التحتية من أبواب ونوافذ ودورات مياه دون أن تقابل شكواهم استجابة فعلية من المعنيين.
تُلبِس “أم حسام” طفلها ذو العشر سنوات ما استطاعت من الألبسة الشتوية السمكية، قبل خروجه إلى مدرسته في بلدة رنكوس في القلمون الغربي، حيث تنخفض درجات الحرارة معظم أوقات الشتاء إلى ما تحت الصفر، وتعد من أبرد المناطق في سوريا.
تقول والدة حسام في حديثها إلى منصة SY24: “لا سبيل لتدفئة الطلاب أثناء دوامهم المدرسي في بلدتنا سوى بارتداء مزيداً من الملابس الصوفية الثقيلة، بسبب قلة وانعدام المازوت في أغلب المدارس، حيث يبقى الطالب نصف النهار بلا وسيلة تدفئة ما يجعله عرضة للأمراض خاصة طلاب المرحلة الابتدائية”.
أكدت إحدى المعلمات في البلدة، امتنعت عن ذكر اسمها لأسباب أمنية، أن غالبية المدارس في المنطقة لم تستلم مخصصاتها من التدفئة، وهذا الحال يتكرر كل عام منذ سنوات، وأن الكمية التي حصلت عليها بعض المدارس تكاد لا تغطي شهراً واحداً من أشهر الشتاء الطويلة.
وأضافت أن الطلاب يقضون وقتاً طويلاً أثناء دوامهم، بمعدل ست ساعات يومياً دون أن يشعروا بالدفء وخاصة في أيام المنخفضات الجوية الباردة، حيث يضطرون لجلب الحطب أو المازوت من منازلهم لإشعال المدفأة، حتى أن كثير من المدرسين يشتركون معهم في ذلك حسب قولها.
تقول المعلمة إن “مخصصات الصف المدرسي انخفضت إلى أقل من نصف برميل طيلة الشتاء بالوقت الذي يحتاج كل صف إلى ضعف الكمية”.
وأضافت أن ما تقدمه المدرسة لا يكفي لإشعال المدافئ ساعة واحدة باليوم، و كثيراً ما تمضي أيام باردة دون أن تشعل المدفأة أبداً، أما بالنسبة لغرف المعلمات والغرف الإدارية فليس لها مخصصات أبداً حسب قرارات التربية، تقول المعلمة: “دائماً ما أشترك أنا وباقي المعلمات في شراء كمية قليلة من المازوت لإشعال المدفأة في أوقات الاستراحة بين الحصص”.
ليس فقط نقص مواد التدفئة ما تعاني منه المدارس في المنطقة، بل أيضاً هناك غرف صفية إلى الآن بلا نوافذ وأبواب، تمنع الهواء البارد من الدخول إلى الصفوف، وبعضها تم تغطيته بالنايلون والبلاستيك بدل من النوافذ الزجاجية المكسورة وتتعرض لتشقق بفعل الرياح القوية بين الفترة والأخرى حسب ما أكده الطلاب.
شارف الفصل الدراسي الأول على الانتهاء في المدارس، بالوقت الذي بقيت المدافئ خارج نطاق الخدمة طيلة الفصل.
يذكر أن السكان في مناطق سيطرة النظام يعانون من أزمات معيشية خانقة، إحداها عدم توفر الوقود والمحروقات للتدفئة، وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طوال، وشح الغاز المنزلي وارتفاع أسعاره، تزامناً موجة غلاء كبيرة تشهدها البلاد وانهيار الوضع الاقتصادي بشكل عام.