توترت الأجواء في ديرالزور وريفها، عقب تبادل القصف بين قوات التحالف الدولي المتمركزة في قاعدة “حقل العمر النفطي” والميليشيات الإيرانية التي تهيمن على مساحات واسعة من الريف الشرقي.
وكانت طائرات التحالف الدولي، قد بدأت القصف على مواقع الميليشيات الإيرانية، الثلاثاء الماضي، حيث استهدفت بغارة جوية منطقة عسكرية لميليشيا “الحرس الثوري” بالقرب من مزار “عين علي” في بادية بلدة “القورية”.
وعقب ذلك، قامت الميليشيات الإيرانية برفع حالة التأهب والاستنفار لعناصرها في مدن وبلدات ريف ديرالزور الشرقي، كما أطلقت عددا من الصواريخ من قاعدتها العسكرية القريبة من قلعة “الرحبة” المطلة على مدينة الميادين، باتجاه قاعدة “حقل العمر” التي تديرها قوات التحالف الدولي.
وأكدت مصادر طبية في مدينة الميادين، أن “عددا من الجنود التابعين لميليشيا فاطميون الأفغانية، قتلوا وأصيبوا جراء قصف مدفعي لقوات التحالف على إحدى المواقع العسكرية التابعة للميليشيا في منطقة المزارع الواقعة على أطراف المدينة، وذلك بعد قيام الميليشيا بنشر مضادات أرضية داخل الأحياء السكنية في مدينة الميادين”.
وأكدت مصادر خاصة لمراسلنا في ديرالزور، أن “عددا كبيرا من عناصر المليشيات الإيرانية رفضوا الذهاب إلى نقاطهم العسكرية في البادية، خوفاً من تعرضها مجدداً لقصف من قبل الطيران المسير التابع لقوات التحالف الدولي، مما دفع تلك الميليشيات إلى إخلاء النقاط وسحب عناصرها إلى داخل مدينة الميادين”.
ونوه المراسل إلى قيام عدد من العائلات المدنية المقيمة بالقرب من المواقع العسكرية التابعة للميليشيات الإيرانية داخل الأحياء السكنية في مدينة الميادين بالنزوح إلى مناطق أخرى، وذلك خوفاً من تعرض منازلهم للقصف من قبل قوات التحالف الدولي، بسبب قيام الميليشيات الإيرانية بتحويل منازل المدنيين والمؤسسات الحكومية والمدارس إلى مقرات عسكرية خاصة بها، وقيامها أيضاً بنصب مضادات أرضية ومنصات لإطلاق الصواريخ داخل الأحياء السكنية في المدينة.
وفي سياق متصل، نفذت طائرات مسيرة تابعة لقوات التحالف الدولي، قبل أيام، عدة غارات جوية استهدفت من خلالها مواقع ونقاط عسكرية تابعة للميليشيات الإيرانية داخل مدينة ديرالزور، وأيضاً عند نقاط التماس مع مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” في ريف ديرالزور الغربي.
حيث تعرضت نقاط عسكرية تابعة لميليشيا الحرس الثوري الإيراني داخل حي “الحويقة الشرقي”، وفي منطقة “حويجة صكر” في مدينة ديرالزور، إلى قصف عنيف من قبل طيران التحالف الدولي، ما بمقتل وجرح عدد كبير من عناصر الميليشيا.
وتزامن ذلك مع قصف مماثل تعرضت له النقاط التابعة لميليشيا الحرس الثوري الإيراني وميليشيا الباقر، داخل قرية “الحسينية” القريبة من خطوط التماس مع “قسد” في ريف ديرالزور الغربي.
وشهدت مدينة ديرالزور استنفاراً عسكرياً من قبل الميلشيات الإيرانية التي فرضت طوقاً أمنياً مشدداً حول “المشفى الميداني” التابع لها في حي القصور، ومنعت الاقتراب من المنطقة بشكل كامل، بالإضافة إلى قيامها بإخراج بعض العمال والموظفين من المشفى، وسط حالة من التخبط داخل صفوفها.
وتأتي تلك التطورات الميدانية بالتزامن مع الذكرى السنوية الثانية لمقتل قائد ميليشيا “فيلق القدس” الإيراني “قاسم سليماني”، الذي قتل برفقة عدد كبير من عناصر الميليشيات العراقية والإيرانية، في هجوم نفذته الولايات المتحدة الأمريكية بالقرب من مطار بغداد الدولي في 3 كانون الثاني من عام 2020.