“انتشار كبير لعميات التشليح والسرقة في وضح النهار”.. هو العنوان الأبرز لحالة الفلتان الأمني في مناطق دمشق وريفها خلال الأيام القلية الماضية.
وفي التفاصيل، ذكر مراسلنا في المنطقة أن مجهولين استولوا منذ أيام على شاحنة تتبع لقطاع خاص محملة بمادتي المازوت والبنزين، كانت متجهة من ضاحية الأسد باتجاه حي برزة بدمشق.
وأضاف أن المجهولين أقدموا على إيقاف الشاحنة على الطريق الرئيسي وقاموا بسرقة ما بداخلها واقتيادها إلى جهة مجهولة، بعد طرد سائق الشاحنة ومرافقه.
وأشار مراسلنا إلى أن الحادثة تعتبر الأولى من نوعها في المنطقة وعلى طريق رئيسي قرب العاصمة دمشق، مضيفا أن الشاحنة تعود ملكيتها لإحدى شركات المحروقات التابعة للقطاع الخاص، والتي يملكها أحد تجار العاصمة دمشق.
وتشير أصابع الاتهام، حسب ما نقل مراسلنا عن مصادر خاصة، إلى ميليشيا “الدفاع الوطني” ووقوف عناصرها وراء عمليات “التشليح والسرقة والابتزاز”.
ومنذ بداية العام الجاري 2022، تم رصد وتوثيق 7 حالات سرقة وتشليح في وضح النهار داخل دمشق وريفها، وخاصة في المناطق المتطرفة في دمشق وفي الطرقات الفرعية التي لا يتواجد فيها محال تجارية، حسب مراسلنا.
وقبل أيام، أقدمت مجموعة مجهولة مسلحة بإيقاف أحد أبناء الغوطة الشرقية وهو صاحب مكتب للشحن الدولي على طريق حرستا دمشق الواقع على أطراف حي القابون الدمشقي، وتم سلبه مبلغًا وقيمته 5 ملايين ليرة سورية وهاتفين محمولين كانا بحوزته.
وخلال الفترة ذاتها، قامت عصابة مسلحة أيضًا بإيقاف اثنين من أبناء ضواحي دمشق في احدى المناطق المتطرفة قرب مدينة جرمانا، وعملت على “تشليحهما” مبلغًا وقدره مليون ونصف المليون إضافة إلى هاتفين كانا بحوزتهما وبرميلي مازوت كانا قد اشتراهما لمنزليهما.
وأوضح مراسلنا أن جميع الذين تعرضوا لسرقات وعمليات تشليح قاموا بإبلاغ رجال الشرطة، وذكروا أن الجهات المختصة لم تبادر لفعل أي شيء أو حتى إرسال أي دورية للمنطقة المذكورة لإلقاء القبض على الفاعلين أو حتى على العصابة المسلحة.
ولفت مراسلنا الانتباه إلى أن هذه الحوادث تكررت دون أي رادع من قوات النظام وأجهزته الأمنية، في حين لا يزال الفلتان الأمني هو سيد الموقف في أحياء دمشق وضواحيها.
وتتصدر أخبار الفلتان الأمني المشهد في عموم مناطق سيطرة النظام السوري، وذلك بعد أيام قليلة من انتهاء “انتخابات” الرئاسة في سوريا، في أيار الماضي 2021، الأمر الذي يشي بمرحلة قادمة لا تختلف عن سابقاتها في سوريا رغم الوعود وشعار النظام “الأمل بالعمل”، وفق مراقبين.