تظاهر مئات المدنيين من أبناء “القرى السبع” التي تسيطر عليها قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية في ريف ديرالزور الشرقي، المحاذي لمناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، مطالبين قوات التحالف الدولي بإنهاء احتلال هذه الميليشيات لقراهم وطردهم منها.
وتأتي هذه التظاهرات بعد دعوات أطلقها ناشطون محليون من أبناء “القرى السبع” للتظاهر تحت شعار “حق العودة”، مشيرين إلى معاناة مايقارب من 50 ألف مهجر من أبناء هذه “القرى” التي تسيطر عليها قوات النظام ومن خلفها الميليشيات الإيرانية والروسية منذ حوالي الأربع سنوات.
مصادر محلية ذكرت أن مئات المتظاهرين من أبناء “القرى السبع”، وأيضاً من أهالي ريف ديرالزور، تجمعوا في قرية “العزبة” بريف ديرالزور الشمالي، وطالبوا من خلال الشعارات التي رفعوها قوات التحالف الدولي بضرورة الإسراع في طرد الميليشيات الإيرانية من المنطقة، لأنها تشكل تهديداً خطيراً للسلم الأهلي في المنطقة، وخصوصاً بعد قيامها بقصف قاعدة “حقل العمر” التابعة للتحالف الدولي في أكثر من مناسبة.
وأضافت المصادر أن وفداً عسكرياً من قوات التحالف الدولي وصل إلى مكان تجمع المتظاهرين في خيمة “حق العودة”، والتقى مع عدد من الوجهاء والمثقفين من أبناء “القرى السبع” التي تحتلها المليشيات الإيرانية واستمع إلى مطالبهم.
في حين نوهت المصادر ذاتها إلى أن المتظاهرين توجهوا بعد انتهاء فعاليات خيمة “حق العودة” من قرية “العزبة” باتجاه معبر الصالحية البري، الذي يفصل مناطق سيطرة “قسد” عن مناطق سيطرة النظام السوري والميليشيات الإيرانية والروسية الموالية له في ريف ديرالزور الشمالي، وطالبوا “الإدارة الذاتية” بضرورة إيقاف توريد المحروقات للنظام السوري ووقف التعامل معه.
“أبو سام” من أبناء قرية “حطلة تحتانية” وأحد منظمي فعالية “حق العودة”، ذكر أن “معظم أبناء القرى السبع التي تحتلها الميليشيات الإيرانية هربوا منها لأنهم يعلمون أن هدف هذه الميليشيات هو تغيير ديمغرافية المنطقة، والتلاعب بأفكار ومعتقدات أبنائها لصالح مشروعها الطائفي في المنطقة”، على حد تعبيره.
وقال الناشط في حديث خاص لمنصة SY24، إن “تواجد هذه الميليشيات يشكل خطراً، ليس فقط على المدنيين من أبناء المنطقة، بل على قوات التحالف بحد ذاتها، وخصوصاً أن هذه الميليشيات قامت بقصف مواقع وقواعد التحالف العسكرية في المنطقة بالصواريخ في أكثر من مناسبة، ولهذا يجب طردها بأسرع وقت ممكن”.
وأوضح أن “هناك ما يقارب من 50 ألف نازح من أبناء القرى السبع متواجدين في مخيم الهول والمخيمات العشوائية الموجودة في ريف ديرالزور الخاضع لسيطرة قوات سورية الديمقراطية، بينما تحتل الميليشيات الإيرانية منازلهم وتقوم بتوطين عوائل عناصرها الأجنبية فيها”.
وأضاف أن “مطالبنا واضحة للجميع، أولها طرد الميليشيات الإيرانية، وأيضاً إيقاف التعامل بين الإدارة الذاتية والنظام السوري ومنع بيع المحروقات له، وتحسين الواقع المعيشي لأبناء المنطقة وتوفير جميع الخدمات الضرورية التي يحتاجها المواطنون”.
ويقصد بـ “القرى السبع”، القرى التي تحتلها الميليشيات الإيرانية على الضفة الشرقية لنهر الفرات والمحاذية لمناطق سيطرة “قسد” المدعومة من قبل قوات التحالف الدولي، وهذه القرى هي ( حطلة، مراط، مظلوم، طابية جزيرة، خشام، الحسينية، الصالحية).
يذكر أن قوات النظام السوري استطاعت السيطرة على “سبع قرى” في ريف ديرالزور، والموجودة على الضفة الشرقية لنهر الفرات، بدعم كامل من المليشيات الإيرانية والطيران الحربي الروسي، وذلك بعد انسحاب تنظيم داعش منها في أواخر عام 2017.