“جثة في أرض زراعية وخلاف على الإتاوات”.. هو العنوان الأبرز للأحداث الدائرة في مناطق ريف دمشق التي تنتشر فيها الميليشيات الإيرانية وقوات النظام السوري.
وفي التفاصيل التي وافانا بها مراسلنا في المنطقة، عثرت ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني على جثة أحد عناصرها داخل إحدى الاراضي الزراعية، وذلك على أطراف بلدة دير العصافير في منطقة المرج بريف دمشق.
وتم العثور على الجثة من قبل أحد سكان المنطقة ، والذي قام على الفور بإبلاغ قسم الشرطة الذي أبلغ بدوره أحد مقرات “الحرس الثوري” بالعثور على الجثة، على اعتبار أن الجثة كانت ترتدي لباس الميليشيا المعروف في المنطقة.
وأوضح مراسلنا حسب رصده للأحداث، أن الجثة تعود لأحد العناصر في الميليشيا، وقد فُقد أثناء تجوله في المنطقة، وهو إيراني الجنسية عمره لا يتجاوز الـ 35 عامًا.
وذكر مراسلنا أن الميليشيا وعقب هذه الأحداث، فرضت طوقًا أمنيًا وبدأت الانتشار بشكل موسع مع تسيير دوريات في محيط بلدة “دير العصافير”، كما أطلقت عملية بحث على مسافة 2 كيلو مترًا حول المنطقة للبحث عن سلاحه الخاص أو هويته وبطاقات التعريف الخاصة به دون أي جدوى، قبل أن يتم نقل الجثة إلى إحدى مستشفيات العاصمة دمشق.
وفي سياق التوتر الأمني في المنطقة، أفاد مراسلنا أيضًا باندلاع شجار بين أحد قياديي ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني وضابط في الحرس الجمهوري التابع للنظام السوري، في منطقة “الغسولة” القريبة من مطار دمشق الدولي.
وجاء الشجار الحاد بين الطرفين بسبب الخلاف حول عائدات الإتاوات التي تأخذها تلك الميليشيات وقوات النظام من التجار في المنطقة وما حولها بهدف السماح بإدخال البضائع إلى المنطقة.
وكان الخلاف بدأ بنقاش بين الطرفين ما لبث أن تطور إلى شجار حاد بينهما وتدخل من قبل الدوريات التابعة لهما لفض الشجار الحاصل بينهما.
وعقب هذا الخلاف الحاد شهدت المنطقة استنفارًا كبيرًا للميليشيات التي انتشرت في المنطقة بسياراتها العسكرية، حيث انتشر أكثر من 40 عنصراً بأسلحتهم وعتادهم الكامل.
كما استنفر عناصر الحرس الجمهوري بمقره العسكري وعلى الحاجز العسكري التابع لهم، الواقع على أطراف بلدة “دير العصافير” على الطريق المؤدي إلى طريق المطار.
وحسب مراسلنا فإن هذا الاستنفار استمر لساعات طويلة، قبل أن يتم حل الخلاف بعد اجتماع عقد في المقر العسكري التابع لميليشيا “الحرس الثوري” بين القياديين المسؤولين عنه وبين عدد من الضباط في صفوف قوات النظام السوري.
يشار إلى أن الميليشيات الإيرانية بدأت منذ سيطرة النظام وحلفائه على مناطق المعارضة في الغوطة الشرقية عام 2018، بتوسيع نفوذها والتغلغل في المنطقة، وتحديدا في القرى والبلدات القريبة من “مطار دمشق الدولي”.
وقبل أيام، قامت ميليشيا حزب الله اللبنانية، بمداهمة منازل بعض العناصر التابعين لقوات النظام في منطقة “شبعا” الواقعة على الطريق المؤدية إلى مطار دمشق، واعتقال عدد منهم.
وحسب مراسلنا، فإن “تلك الحملة تعتبر الأولى من نوعها في المنطقة، كونها نفذت من قبل ميليشيا حزب الله واستهدفت قوات النظام بشكل مباشر، دون أي تدخل من قبل الأفرع الأمنية”.