أعرب مصدر حقوقي سوري عن توقعاته بأن يحكم على طبيب النظام السوري المدعو “علاء موسى” المُتهم بارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في المشافي العسكرية في سوريا خلال الثورة، بالسجن المؤبد مدى الحياة.
جاء ذلك على لسان الحقوقي “ميشال شماس” في سياق حديثه عن تطورات جلسة المحاكمة الثانية التي انطلقت، أمس الثلاثاء، في مدينة “فرانكفورت” الألمانية، والتي تم تأجيلها حتى الـ 27 من الشهر الجاري.
ويترقب ناشطون وحقوقيون سوريون داخل سوريا وخارجها ما ستؤول إليه جلسات المحاكمة، معربين عن أملهم في أن يلقى مصيرًا مشابهًا لضابط المخابرات السابق “أنور رسلان”، والذي حكمت عليه محكمة “كوبلنز” الألمانية بالسجن المؤبد مدى الحياة.
ونقل الحقوقي “شماس” وحسب ما تابعت منصة SY24، أبرز التطورات المتعلقة بالجلسة الثانية، إضافة لما يتحدث به المدعو “علاء موسى”.
وقال “شماس” انتهت جلسة المتهم علاء موسى، بدا فيها المتهم متلبكاً في إجابته على أسئلة القضاة، خاصة عندما سئل عن الطلبات التي قدمها للسفارة السورية التي كتب فيها أنه غير متزوج وادعى أنها مزورة، كما نفى أن يكون قد عذّب أحدًا”.
كما أفاد المتهم، وحسب “شماس”، بأنه “طبيب مدني وعائلته مدنية وأنه مسيحي وكان يعمل في مشفى الفرنسي بدمشق وهو مشفى مسيحي، وعند سؤاله فيما إذا كان يوافق على صور سيزر، أجاب المتهم إنها غير مقبولة.
وبسؤاله عن عمله مشفى حمص العسكري أجاب المتهم: إنه أثناء عمله في مشفى حمص العسكري كان يتم إحضار متظاهرين إلى المشفى معصوبي الأعين والرأس ومرقمين بأرقام ولا يعرف أسماءهم، وأن عمله كان يقتصر على توزيع المرضى في المشفى، وعندما سئل عن سبب إحضار هؤلاء المتظاهرين إلى المشفى العسكري بدون مذكرات قضائية أجاب بأنه لا يعرف، وغير مسموح له التحدث معهم، حسب “شماس”.
وأضاف “شماس” أنه “عندما سُئل عن شعوره وهو يشاهد هؤلاء المتظاهرين بهذا الشكل أجاب أنه مدني ولا يتبع لأي جهة سياسية، وبسؤاله عن التظاهرات، أجاب إنها أصبحت عنيفة بعد كانت سلمية وضربوا الجيش بالحجارة ورفعوا شعارات (العلوي ع التابوت والمسيحي على بيروت). عند ذلك تحول موقفه إلى جانب النظام وضد المتظاهرين”.
ولفت “شماس” إلى أن “القضاة يركزون في اسئلتهم على عمل المتهم في مشفى حمص العسكري، والمتهم يرد بنفسه على الأسئلة بخلاف محاكمة أنور رسلان حيث كان محاميه يتولى الرد”.
ونوّه “شماس” في سياق حديثه إلى أن “شعار (العلوي ع التابوت والمسيحي ع بيروت) صُنع في أقبية فروع المخابرات السورية”.
وتابع قائلًا “المهم في الأمر بعد جلسة اليوم التي تم تأجيلها إلى الـ 27 من الشهر الجاري، أن المتهم تخبط في إجاباته، والترجيحات تؤكد أنه سينال عقوبة السجن المؤبد المشدّد”.
وكانت الجلسة الأولى من محاكمة “علاء موسى”، انطلقت في الـ 19 من كانون الثاني/ يناير الجاري.
وخلال الجلسة الأولى، ورد في لائحة الاتهام 18 تهمة تضمنت تعذيبه لمعتقلين في عامي 2011 و2012، في كُلٍّ من المشافي العسكرية السورية في حمص ودمشق وسجن المخابرات العسكرية 261 في حمص، وسبب تعذيبهم أنهم من المعارضين لنظام الأسد. من التهم أيضًا إلحاق أذى جسدي وعقلي جسيم بهم. وفي إحدى الحالات، قيل إنه قتل عمدًا سجينًا عن طريق حقنه، لإثبات مدى قوته وسلطته، وفي ذات الوقت لقمع انتفاضة جزء من الشعب السوري.