أطلق عدد من الناشطين الأتراك على منصات التواصل الاجتماعي “تويتر”، وسم هاشتاغ (İdlibÜşüyor) أو (إدلب ترتجف بردًا)، تعبيرًا عن تضامنهم مع مأساة النازحين في المخيمات شمال غربي سوريا.
وبدأ المغردون بنشر الصور والفيديوهات التي توثق الأحداث الإنسانية للنازحين في المخيمات، في ظل العاصفة الثلجية والمطرية التي تضرب المنطقة.
وأعرب عدد من المغردين الأتراك عن حزنهم على حال الأطفال السوريين، والذين يقطنون في خيام لا تقي حرّ الصيف ولا برد الشتاء، وقالوا “دعونا نمد يد العون لهؤلاء الأطفال قولًا وفعلًا، فالأخبار الواردة تفيد بأن الأطفال يتجمدون من البرد”.
وطالب آخرون بجمع تبرعات كمساهمة بسيطة وإيصالها إلى النازحين السوريين في إدلب وما حولها، وأكدوا على ذلك بعبارة “دعونا لا نكون غير مبالين، فلا مبالاتنا هي من تقتل النازحين في إدلب بسبب البرد”.
وأعرب آخرون عن تأثرهم الشديد بمقطع الفيديو الذي تظهر فيه طفلة نازحة في الشمال، والتي كانت ترتدي ملابس بالية رقيقة وترتجف من البرد.
ووجّه عدد من الناشطين السوريين الشكر لأقرانهم الأتراك على هذه المبادرة الإنسانية نصرة للنازحين في إدلب.
وقال الأكاديمي الدكتور “أحمد علي عمر” في منشور على حسابه في “فيسبوك”، حسب ما وصل لمنصة SY24: “وسم متداول على تويتر (İdlibÜşüyor)، وتعني إدلب ترتجف بردًا، يتفاعل فيه الأتراك الطيبون مع مأساة إدلب، بصور مؤثرة، ومن المتفاعلين، الطباخ الجميل بوراك”.
وأضاف “ذكرتُ الخبر لأقول، هناك الأنقياء دائما، كما أن هناك غيرهم، ألّا نخصص سماعَنا لمن يؤذي قلوبنا فقط، أن نرى، أن نحاول أن نرى الطرف الآخر؛ ليتوازن المتألمون، الذين باتوا من العنصرية في ضيق عريض”.
وفي السياق ذاته، أطلق ناشطون وفعاليات فلسطينية من داخل فلسطين وبإشراف من الناشط الفلسطيني “إبراهيم الخليل”،أكبر حملة جمع تبرعات نصرة للنازحين السوريين في الشمال تحت اسم “دفء القلوب الرحيمة”، والتي لاقت تفاعلًا كبيرًا من قبل فلسطينيين متضامنين مع معاناة السوريين الإنسانية والمعيشية.
وتعقيبًا على هذه الحملة قالت ناشطة فلسطينية، حسب ما تابعت منصة SY24: “أجمل ما في حملات إغاثة أهلنا في سوريا.. أنها تذكرنا بأن ما يجمعنا أكبر مما يفرقنا ككل الحدود المصطنعة.. فالدم الفلسطيني لا يختلف عن الدم السوري ولا حتى اليمني والصومالي والبنغالي.. فكلنا أمّة واحدة.. ولا فرق لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.. والحقيقة أن ما يحصل في داخلنا الفلسطيني اليوم يبعث في النفس الأمل”.
من جهته، أشاد الفنان السوري “عبد الحكيم قطيفان” بهذه الحملة الفلسطينية قائلًا “هذا الفلسطيني الشهم(ابراهيم خليل)من قرية البعينة في الجليل الفلسطيني، نظم حملة شخصية لدعم أهلنا في مخيمات اللجوء السوري وجمع حوالي الـ 940 ألف دولار، ونحن بدورنا نتوجه بتحية الشكر والامتنان والفخر لجهود هذا الرجل النبيل ولأهل فلسطين الحبيبه لما قدموه من خير لاهلهم المحتاجين.. كنا وسنبقى سوريين وفلسطينين شعب واحد برغم أنف اللاحمين”.
ومنذ عدة أيام، تشهد منطقة الشمال السوري عاصفة ثلجية تسببت بأضرار مادية كبيرة، في حين حثّ فريق “منسقو استجابة سوريا”جميع المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة إلى العمل على تلافي فجوات التمويل الكبيرة الموجودة حالياً وذلك لتأمين الدعم اللازم لأكثر من مليون ونصف مدني في تلك المخيمات، تضرر منهم بشكل مباشر أكثر من 200 ألف مدني حتى الآن، حسب بيان صادر عن الفريق.