تتعالى أصوات ناشطين أردنيين على منصات التواصل الاجتماعي، متسائلة عن الأسباب الرئيسية وراء “تكاثر مهربي المخدرات” على الحدود السورية الأردنية، بعد رصد تحركات نشطة وغير مسبوقة لهم خلال الأيام القليلة الماضية.
وتساءل الناشطون الأردنيون أيضًا، حسب ما تابعت منصة SY24، عن الرابط الرئيسي ما بين هذه التحركات وبين اتفاقية تزويد النظام السوري للبنان بالكهرباء عبر أراضيه والأراضي الأردنية.
وأشارت المصادر بأصابع الاتهام إلى ميليشيا “حزب الله” اللبناني بالوقوف وراء تصاعد نشاط “مهربي المخدرات” على الحدود الأردنية السورية، وقالوا إن “لبنان يعتمد على الديزل لتوليد الطاقة، ومع انخفاض سعر الليرة مقابل الدولار قام حزب الله بجلب الديزل من إيران، وبالتالي فإن مشروع ربط لبنان كهربائيًا بالأردن لو سار كما هو مخطط له فإن لبنان سيخرج من دائرة الرهن من جانب حزب الله الموالي لإيران”.
ومؤخرًا، كشفت وزيرة في الحكومة الأردنية عن إمكانية حصول سوريا على الغاز والكهرباء – وليس مردوداً مادياً – مقابل تسهيل مشروع استجرار الغاز المصري إلى لبنان، حيث من المقرر أن يمر الخط من الأردن إلى سوريا وصولاً إلى لبنان.
وقال آخرون “إيران لن تخرج من لبنان بسهولة بعد أن ثبتت قدمها هناك، كما أنها لن تخرج من دون أن تتسبب بمشاكل للبنان، فهي تريد إشغال الأردن بالتهريب وإشغال لبنان بالتحديات الاقتصادية التي بداخلها”.
وأنذر الناشطون من “التغول الإيراني” في المنطقة القريبة من الحدود الأردنية، واصفين الأمر بـ “الخطر المحدق”.
وأضاف آخرون أن “حزب الله لا يريد إيصال الكهرباء إلى لبنان من الأردن، بل يريد الكهرباء فقط من إيران”.
وطرح الناشطون عددًا من التساؤلات المهمة وقالوا “المخدرات كان يتم تصديرها من لبنان إلى السعودية، وبعد وقف الاستيراد اضطروا للتهريب البري عبر الأردن كـ (ممر)، وهنا السؤال الأبرز: هل حدودنا كانت دائما وجهة للمهربين؟!”.
وتعقيبًا على ذلك قال الكاتب والمحلل السياسي “أحمد مظهر سعدو” لمنصة SY24، إن “النظام الأسدي ومنذ فترة طويلة يعمل على دعم اقتصاداته المنهارة نتيجة حربه المجنونة والهمجية على شعبه طيلة 11 عاما، وقد كانت إيران في فترة سابقة تمول الجزء الأكبر من هذه الحرب إلى ان بدأت بالتراجع بسبب تراجع الاقتصاد الإيراني وموارده، وكذلك الضجة الداخلية الكبيرة التي تقول كيف تمولون الحرب الأسدية والحوثية وحرب عصابات حزب الله بينما يعيش الشعب الإيراني بحالة من العوز والفقر لم يسبق لها أي مثيل في تاريخ إيران الحديث؟”.
وأضاف “مورست ضغوط كثير ة في هذا السياق حتى تم قطع الخط الائتماني الإيراني الذي كان يمول الخزينة السورية الرسمية لدعم الشبيحة وجلب السلاح الروسي لقتل الشعب السوري، فكان لابد من الاستعانة بأفكار ميليشيا حزب الله وتجاربها في زرع وتصنيع الحشيش في منطقة بعلبك اللبنانية، وبالفعل فقد تم التنسيق بين العصابة الأمنية السورية الحاكمة وميليشيا حزب الله لتكون سورية ليس بلدا للعبور فقط كما كان أيام حافظ الأسد، بل بلدا للتصنيع والعبور للكبتاغون حتى سمي بشار الأسد في الصحف الغربية بملك الكبتاغون”.
وأشار إلى أنه ليس أمام “النظام السوري” لتصريف هذا المنتج الخطير “إلا السوق الكبير في الخليج العربي ودوله، وبالتأكيد سيكون المرور عبر الأردن الخاصرة الضعيفة في هذا الجسم الخليجي والعربي، خاصة بعد أن وجد النظام السوري في الأردن دولة تريد التطبيع معه وظن أن بإمكانها الصمت عن هذه الجريمة بتهريب المخدرات من خلال أراضيها ويمكنه أن يستفيد هو كنظام ودعم اقتصاده وخزينته المنهارة والفارغة”.
وختم قائلًا إن “الأردن أدركت متأخرة أنها بتطبيعها الاقتصادي مع النظام السوري ستكون الخاسر الأكبر في ذلك، فهي تطبع مع نظام عصابات لا ضابط له ولا عهد معه ولا ذمة، ولا يأبه فيما يمكن أن تتركه عمليات تهريب الكبتاغون عبر الأردن من حيثيات على واقع تصدير البضائع برمتها إلى الخارج، وأيضا ما يمكن أن تعكسه سلبا من إمكانية ووقف خط الغاز ومن ثم الكهرباء بين مصر، والأردن، وسوريا، ولبنان”.
وقبل أيام، أعلن الجيش الأردني، قتل 27 مهرب مخدرات حاولوا تهريب كميات كبيرة من المخدرات قادمة من الأراضي السورية، وذلك تنفيذًا للتهديدات التي أطلقها الأردن عقب النشاط الملحوظ لمهربي المخدرات عند حدوده، على لسان قائد المنطقة العسكرية الشرقية العميد “نجي المناصير”، الذي توعد بقتل كل من تسول له نفسه الاقتراب من الحدود الأردنية.