تشهد مدينة دير الزور والريف المحيط بها، انتشاراً كبيراً لظاهرة “الكلاب الشاردة”، التي باتت تشكل خطراً كبيراً على حياة المواطنين، وخصوصاً الأطفال منهم، في ظل ارتفاعٍ كبيرٍ في معدل الإصابات الناجمة عن هجمات هذه الكلاب، خلال العام الجاري مقارنةً بمعدلها في الأعوام السابقة.
بحسب مصادر طبية فإن عدد الإصابات الناجمة عن هجمات الكلاب الشارد في المدينة بلغت أكثر من 500 إصابة في عام 2021 ، فيما تجاوز عدد الإصابات في الشهر الأول من العام الحالي 300 إصابة، واعتبرت المصادر الطبية أن العدد بازدياد ملحوظ، مقارنة بعام 2018، حيث لم تتعدى الإصابات الناجمة حينها عن مئة إصابة.
وذكرت ذات المصادر “أن معظم الإصابات الناجمة عن هجمات “الكلاب الشاردة”، تركزت في مدينتي الميادين والبوكمال والقرى المحيطة بهما في ريف ديرالزور الشرقي، بالإضافة إلى وقوع عدة هجمات داخل أحياء مدينة ديرالزور المأهولة بالسكان، وخصوصاً القريبة من منطقة “المقابر” في الجبل المطل على المدينة.
حيث يؤكد عدداً من أهالي المنطقة، تنقل قطعان الكلاب الشاردة داخل الأحياء السكنية في مدينة ديرالزور، على هيئة مجموعات لا يقل عددها عن عشرة كلاب، خاصة في أوقات انقطاع الكهرباء ليلاً واستغلال الظلام الذي يخيم على المنطقة، التي تبدو مهجورة ولاسيما بعد إغلاق الأسواق التجارية، ما أدى إلى فرض حظر التجول الليلي على المدينة، نتيجة عدم قدرة الأهالي على التحرك بين الأحياء خوفاً من تعرضهم لهجمات “الكلاب الشاردة”.
“خالد الجاسم” أحد سكان حي الجبيلة وسط مدينة ديرالزور، ذكر لنا أن “انتشار الكلاب بهذا الشكل، بات يهدد حياة المواطنين، خاصة أنها تظهر بين المنازل وعند مداخل البنايات، وتهاجم كل من يعترض طريقها مسببةً إصابات قد تؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان”.
وقال الشاب في حديثه لمنصة SY24: إن “تراكم القمامة والنفايات داخل الأحياء السكنية، بات أهم أسباب انتشار الكلاب الشاردة، مع تقاعس البلدية عن ترحيلها إلى المكبات الموجودة خارج المدينة بشكل دوري، وهو ما يجذب الكلاب إلى ما بين المنازل السكنية بشكل أكبر”.
وأضاف أن “زادت وجود جثث متعفنة داخل الأبنية والمنازل المدمرة وخصوصاً في أحياء الرشدية والشيخ يس والعرضي، من توحش الكلاب وازدياد خطورتها، حيث لم يقم النظام بإعادة تأهيلها، ومنع الأهالي أيضاً من إصلاح منازلهم فيها، لتصبح وكراً لعشرات الحيوانات المسعورة، التي تقوم بنبش هذه الجثث، ما زاد من مخاوف الأهالي في حال قامت هذه الكلاب بعض أحد المواطنين”.
وبذات السياق أكد “الجاسم”، أن “بلدية النظام وعدت المواطنين مئات المرات، أنها ستقوم بمكافحة ظاهرة الكلاب الشاردة في المدينة، ولكنها لم تقم بشيء إلى الآن، بل الأمر أصبح أكثر تعقيداً،خصوصاً مع استمرار الانقطاع الكهربائي وبقاء المدينة في الظلام الدامس لساعات طويلة، وهو ما تسبب في سيطرة قطعان الكلاب الشاردة على أحياء المدينة ليلاً”.
تسود حالة من الظلام في معظم أحياء مدينة ديرالزور وذلك بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي عن المدينة، بالتزامن مع موجة الصقيع التي تضرب المنطقة وانخفاض كبير في درجات الحرارة، في ظل غياب المحروقات وانعدام وسائل التدفئة وارتفاع أسعارها، الأمر الذي زاد من معاناة المواطنين في المدينة الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية والمحلية الموالية له.