انتشرت ظاهرة بيع الكلى في الغوطة الشرقية خلال الفترة الماضية، وأرجع الأهالي السبب للفقر الشديد الذي يعيشه معظم المدنيين في سوريا، نتيجة التدهور الاقتصادي وقلة فرص العمل، والغلاء الفاحش وتدني مستوى الدخل، ما جعل كثير منهم يفكرون جدياً ببيع أعضاء من أجسادهم مقابل توفير لقمة العيش لعوائلهم.
لم يمنع اقتراب الحاج “أبو زياد” من عمر الستين أن يعرض بيع كليته، لتأمين المال اللازم لإعالة زوجته وأولاده الأربعة، بعدما ضاقت به السبل، وعجز عن إيجاد عمل يناسب سنه ووضعه الصحي، فهو عاجز عن العمل الشاق أو الوقوف لساعات طويلة منذ عدة سنوات، باستثناء بعض الأعمال البسيطة والتي لا تكفيه ليومين فقط حسب قوله.
قال في حديثه لـ SY24، إنه “باع سابقاً معظم أثاث منزله في الغوطة الشرقية، وصرف ثمنه على حوائج المنزل، وقام بالبحث كثيراً عن عمل له، لكن غالب الأشخاص يرفضونه بسبب تقدمه بالعمر، وفهم يودون تشغيل شاب ليستطيع متابعة عملهم”.
لجأ “أبو زياد” مؤخراً إلى فكرة “بيع الكلى” بعد سماعه من أحد الأشخاص عن إمكانية ذلك في دمشق، فقرر البيع، وبعد بحث لأيام عدة، عثر على رقم هاتف طبيب يقوم بشراء الكلية منه وبعد التواصل معه ذهب لعيادة صغيرة في حي القزاز بدمشق والتقى بالطبيب و أجرى له العملية الجراحية واستأصلوا الكلية.
قبض ثمن كليته “50 مليون” ليرة سورية، وقال إنه “اشترى قبل أيام أثاث لمنزله، ومواد غذائية وبعض المؤن للمنزل، لتعينه أكبر فترة زمنية ممكنة، لكنه بقي فترة شهرين في الفراش، بسبب الجرح الذي سببته العملية في إشارة لعدم إكمال الطبيب مهمته والعناية بالجرح جيداً، دون وجود أنواع التخدير اللازمة للعملية”.
ما لفت نظر” أبو زياد” قبل دخوله العملية في العيادة، أن رقمه كان” 46″ ربما خلال فترة قصيرة، وهو ما يدل على كثرة الناس التي تلجأ إلى ببيع إحدى أعضائها بهدف تأمين معيشة كريمة، وبسبب الفقر المطبق على الأهالي والأحوال المعيشية التي تتدهور يوما بعد يوم.
ليس “أبو زياد” الوحيد الذي ضحى بجزء من جسده، فهناك عشرات الحالات المشابهة لوضعه، من أهالي دمشق وضواحيها، يلجؤون لبيع أعضائهم، ولا سيما الكلى وقرنية العين، لارتفاع سعرها وتسهيل عملية استئصالها في عيادات خاصة وذلك بهدف التجارة، حيث يتم البيع بسعر مضاعف داخل أو خارج سوريا، كجزء من عمليات “غير مشروعة” نشطت في السنوات الأخيرة في ظل الحرب.