شنت الطائرات الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، هجوماً على عدة مواقع جنوب العاصمة دمشق، في استهداف هو الثاني من نوعه في غضون 10 أيام.
وقالت وكالة أنباء النظام “سانا” عن مصدر عسكري، إن “القصف الصاروخي الذي نفذته طائرات إسرائيلية أسفر عن خسائر مادية”.
وقال المصدر حسب وسائل إعلام النظام، إن “الدفاعات الجوية السورية تصدت للصواريخ الإسرائيلية وأسقطت عدداً منها”، مضيفاً أنه “حوالي الساعة الواحدة من فجر اليوم نفذ الجيش الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ قادمة من اتجاه جنوب شرق بيروت، وفي تمام الساعة 1.10 نفذ العدوان بصواريخ أرض/أرض من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً بعض النقاط في محيط مدينة دمشق”.
ونقل مراسلنا في دمشق عن مصادر خاصة، أن الاستهداف طال أحد المواقع العسكرية التابعة للنظام على أطراف منطقة الديماس بريف دمشق، ما أدى لتدمير بطارية دفاع جوي، بالإضافة إلى تدمير رادار ومنصتي إطلاق صواريخ أرض أرض.
وحسب المصادر الخاصة، فإن القصف أسفر عن مقتل ضابطين، الأول برتبة مقدم والثاني برتبة ملازم أول، وإصابة أكثر من 8 عناصر بجروح متفاوتة نتيجة الاستهداف.
كما استهدف القصف موقع آخر في منطقة جمرايا مخلفًا خسائر مادية مع إصابة عدد من العناصر، حسب ما ذكرت المصادر أيضًا.
وأفاد مراسلنا بسماع أصوات سيارات الإسعاف بشكل كبير في مناطق قرى الأسد وضاحية قدسيا، ترافق مع تحرك عسكري للنظام بين منطقتي الديماس وقرى الأسد استمر لساعات طويلة بعد القصف.
وعقب القصف أطلقت قوات النظام صواريخ مضادة بغية التصدي للطيران، سقطت شظايا أحد هذه الصواريخ على مدينة قدسيا بريف دمشق ما أدى لتضرر عدد من منازل المدنيين وبعض المركبات، بما في ذلك إصابة مدني بجروح في المنطقة الواصلة بين قدسيا وضاحية قدسيا.
وتداولت مصادر محلية صورة الملازم أول التابع للنظام المدعو “ذو الفقار منصور ” وهو أحد الضباط القتلى نتيجة القصف الإسرائيلي، وينحدر من بلدة “حمام واصل” التابعة لمنطقة القدموس في الساحل السوري.
وحسب ما تابعت منصة SY24 فإن إعلام النظام تبنى الرواية التي تقول إن” الدفاعات الجوية تصدت لصواريخ إسرائيلية في سماء دمشق، وأسقطت عدداً منها في محيط العاصمة”.
واكتفى بدايةً بذكر وقوع خسائر مادية، ثم اعترف بمقتل جندي من جيش النظام وإصابة خمسة جنود آخرين، بالإضافة إلى وقوع الخسائر المادية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن “صفارات الإنذار دوت بالقرب من بلدة أم الفحم، على بعد حوالي 80 كيلومتراً شمال القدس، وفي الجزء الشمالي من الضفة الغربية المحتلة” .
وذكر الجيش الإسرائيلي عبر إعلامه، أنه “تم تحديد إطلاق صاروخ مضاد للطائرات من الأراضي السورية باتجاه إسرائيل، وأضاف أن الصاروخ انفجر في الجو ولم يكن هناك داع لاعتراضه”.
يذكر أن الإسرائيلي كثف خلال الفترة الماضية، ضرب العديد من الأهداف داخل سوريا، معظمها كانت مواقع عسكرية تتبع لميليشيا للحرس الثوري الإيراني، وأهداف لميليشيا حزب الله اللبناني لم يمضِ على آخرها عشرة أيام، حيث تعرضت مواقع في محيط العاصمة دمشق إلى قصف جوي، في 30 من شهر يناير الماضي.
ويرى محللون أن النظام بات يعتمد على ذات الرواية، ولم يعد “الاحتفاظ بحق الرد” إحدى تبريراته المعهودة، بعدما أصبحت هذه العبارة مثاراً للسخرية والانبطاح حتى بين الموالين في مناطق سيطرة النظام.
وفي وقت سابق من العام الماضي 2021، أكدت صحيفة “يديعوت أحرنوت”، أن بقاء رأس النظام السوري “بشار الأسد” في السلطة يسهل على إسرائيل كثيرا استمرار استهداف القواعد والمقرات الإيرانية في سوريا، واصفة إياه بأنه “أفضل الشرور” بالنسبة لإسرائيل.