تشهد العاصمة دمشق أزمة دواء حادة وفقدان عدد كبير منها في الآونة الأخيرة، إلى جانب ارتفاع سعر بعضها بشكل كبير.
وقال مراسل SY24 إن بعض الصيدليات في أحياء دمشق تشهد ازدحاماً بشرياً كبيراً، وخاصة الصيدليات المجانية التي تعمل ضمن المراكز الطبية والمستوصفات.
وأشار المراسل بحسب مصادر محلية إلى أن الازمة جاءت بعد قرار النظام برفع الدعم مؤخرا عن قطاع الأدوية، ليتم رفع أجور المعاينات والطبابة بشكل كبير، إلى أن تجاوز الضعفين، فلحق بهذا القطاع أزمة دواء، ليتم إخفاء عدد كبير من الأصناف من الاسواق بشكل مفاجئ بغية احتكارها وبيعها بأسعار مضاعفة.
فداء، شاب في الثلاثين من العمر قال لـ SY24 إن والده يعاني من أمراض بالكلى، ولديه عدة جلسات أسبوعية لغسيل الكلى، قام بالبحث عن دواء خاص به في عدد كبير من الصيدليات؛ لكنه غير متوفر ليجده في صيدلية وحيدة في منطقة كفرسوسة وبسعر يزيد ضعف ونصف عما كان سابقا منذ أيام.
وعند سؤاله لصاحب الصيدلية عن سبب ارتفاع سعر الدواء بشكل مفاجئ وكبير لهذا الحد أجاب أن الدواء غير متوفر في الصيدليات وهو يقوم بجلبه من محافظات أخرى عبر أشخاص معنيين بطرق غير شرعية.
فداء أكد أن الصيدليات باتت مهنة تجارية، حيث أن كل صيدلية تبيع الدواء بسعر يناسبها، وبحسب حالة السوق وعند فقدان صنف من الدواء فإنه ينقطع بشكل نهائي من كل الصيدليات، بما فيها الصيدليات المركزية، وسط اتهامات بأن هذه الصيدليات تعمل على إخفاء الأدوية من أجل احتكارها ورفع أسعارها، ودون أي رادع من سلطات النظام السوري.
ومطلع العام المقبل، وجّهت مصادر محلية بأصابع الاتهام إلى النظام السوري وحكومته بالوقوف وراء إخفاء أصناف من الأدوية والتسبب بانقطاعها من الصيدليات في مناطق سيطرته.
جاء ذلك عقب اعتراف النظام وعلى لسان نقيب الصيادلة التابعة له، والذي ادّعى أنه من ” المتوقع أن تتوافر معظم الأدوية المقطوعة ولا يكون هناك نقص إلا في صنف أو صنفين وأنه سيجري العمل على إيجاد حلول لها”.
كما اعترف المصدر ذاته بأن “النقص الحاصل كان في أدوية المضادات الحيوية”، زاعما أن “هناك أدوية غطتها بعض الشركات مثل أدوية الضغط والمتعلقة أيضاً بالأمراض المزمنة”.
الجدير ذكره، أن وزارة الصحة التابعة للنظام رفعت، أواخر العام الماضي أسعار الأدوية بنسبة تجاوزت الـ 30%، وهي الزيادة الثانية في العام ذاته بعدما رفعت أسعار الأدوية أيضاً في شهر حزيران الماضي 2021، بنسبة 30% أيضًا، حسب ماكينات النظام الإعلامية.
وتفاقمت أزمة الأدوية منذ منتصف العام 2021، حيث تشهد غالبية الصيدليات فقدان العديد من أصناف الأدوية، وسط عجز حكومة النظام عن التدخل لتوفيرها وحل هذه الأزمة.
وكان مراسلنا في دمشق وريفها أكد أن “الأدوية الخاصة بمرضى القلب والضغط والسكري والتهاب الكبد، والأدوية الخاصة بالفيتامينات الضرورية للأطفال وكبار السن، غير متوفرة في معظم الصيدليات بمدينة دمشق”.