تتكرر حوادث الموت والإصابات بمخلفات الحرب في مناطق متعددة شمال سوريا، بعدما تحولت المنطقة إلى ساحة حرب، تركت آثارها “المخفية” على شكل قطع من أجسام متفجرة متناثرة تصيب المدنيين والأهالي أثناء الاقتراب منها أو العبث بها دون قصد.
قضى الحاج “محمود حلاق” من بلدة تفتناز في محافظة إدلب، بانفجار لغم أرضي، فيما أصيبت زوجته ونقلت إلى المشفى، نتيجة العبث بجسم غريب من مخلفات الحرب، قبل عدة أيام.
منصة SY24 رصدت خلال الشهر الماضي، حالات لأشخاص كانوا ضحية الأجسام المتفجرة، منها ما هو على هيئة لغم أرضي، ومنها قطع غريبة تثير الفضول في معرفة محتواها، لتنفجر فجأة محدثة إصابات بليغة، إذ انفجر الشهر الماضي لغم أرضي بسيدة سورية خلال محاولتها العبور من الأراضي التركية بطريقة “التهريب”، ما تسبّب لها بإصابات خطيرة فقدت على إثرها قدمها اليمنى.
وفي فترة قريبة أصيب طفل بجروح بليغة، جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب في بلدة السوسة شرق ديرالزور.
ونهاية العام الماضي 2021، نشر “مرصد الألغام الأرضية” وهي منظمة تتعقب الألغام الأرضية على مستوى العالم، تقريراً أكد فيه أن سوريا سجّلت الحصيلة الأعلى عام 2020 من ضحايا الألغام بـ2729 ضحية بين قتلى ومصابين من أصل 7073 قتلوا أو أصيبوا في العالم أجمع.
تعرف “مخلفات الحرب” بأنها الأسلحة غير المنفجرة التي تُترك بعد نـزاعٍ مسلح، مثل قذائف المدفعية، والهاون والقنابل اليدوية والصواريخ، وتشمل هذه الأجسام الذخائر التي لم تنفجر على النحو المقصود بعد إطلاقها أو قذفها الذخائر غير المنفجرة أو كميات الذخيرة المخزنة، التي تُترك بالقرب من ميادين المعارك وتسمى “الذخائر المتروكة”.
وقد اعتمد المجتمع الدولي عام 2003 معاهدة للمساعدة على الحد من المعاناة الإنسانية الناجمة عن مخلفات الحرب القابلة للانفجار، وتقديم مساعدة سريعة إلى المجتمعات المحلية المتضررة، بينما تقدم العديد من منظمات المجتمع المدني في شمال سوريا حملات “توعية” لمخاطر الأجسام الغريبة، ومخلفات الحرب، تستهدف المدارس والأماكن السكنية والمخيمات كون المنطقة بؤرة واسعة تنتشر فيها مخلفات الحرب وقد تزيد أعداد الضحايا بشكل مستمر.
يحتاج التخلص من هذا الأسلحة، سنوات وربما عقودا وفقاً لحجم المشكلة، ويتوقع ارتفاع أعداداً الضحايا من الرجال والنساء والأطفال، الذين يقتلون أو يجرحون حين يلامسون هذه الأسلحة قبل أن يتم التخلص منها بشكل آمن، وتبقى بصورة منتظمة الآلاف وأحيانا الملايين من القطع من أجسام متفجرة بعد انتهاء النزاع المسلح.
وتنفجر هذا المخلفات أثناء العبث بها طناً من بعض الأشخاص أنها لا تؤذي ويدفعهم فضولهم إلى لمسها وفحصها عن قرب، ما يؤدي إلى انفجارها فوراً عند لمسها أو تحريكها.