أرخ الوضع المعيشي السيء، ثقله على السوريين، وجعل التفكير بالانتحار، واقعاً ملموساً تعداه إلى مرحلة الإقدام الفعلي بشتى الوسائل المتاحة للشخص مع اختلاف الأسباب والتي تصدرها الفقر وسوء الأحوال المعيشية.
وشهدت العاصمة “دمشق” خلال أقل من شهر واحد خمس محاولات انتحار، واحدة منهن أدت إلى الوفاة حسب ما أفادت به “هيئة الطب الشرعي” بدمشق وتحدثت عن 13 حالة انتحار حصيلة الشهر الأول من العام الحالي في معظم المحافظات السورية.
ويعد تناول جرعات زائدة من الأدوية إحدى أشهر الطرق التي التي تؤدي إلى الموت نتيجة التسمم، إن لم يتم إسعافها بالوقت واتخاذ الإجراءات اللازمة فوراً، بالإضافة إلى الموت شنقاً أو عن طريق طلق ناري أو باستخدام أداة حادة.
وأشارت مصادر محلية، إلى أن ثلاث حالات من الحالات الخمسة التي حاولت الانتحار في دمشق الشهر الحالي، تمت عن طريق تعاطي جرعة زائدة من الأدوية، ما أدى إلى تسممهم، من بينهم سيدة في الخمسين من عمرها، وفتاة 19 عام، وطفلة 14 عام.
وأكدت المصادر، أن الحالة الرابعة كانت لشاب في التاسعة عشر من عمره، حيث حاول الانتحار عن طريق ذبح نفسه بسكين حادة، ما تسبب له بجروح في الرقبة، أما الحالة الخامسة هي لرجل أقدم على الانتحار شنقاً، وقد توفي عقب إسعافه من قبل الأهالي إلى المستشفى.
وأثارت هذه الإحصائيات والأرقام حفيظة وسخط القاطنين في مناطق النظام السوري، محملين النظام وحكومته المسؤولية في ذلك بسبب القرارات المتخبطة وغياب الحلول للأزمات الاقتصادية والمعيشية التي تتفاقم يوماً بعد يوم.
وتعقيبًا على ذلك، قال عدد من المواطنين إنه “بالنسبة للوضع المعيشي للمواطن فإن عدد حالات الانتحار قليلة جدا ولا تذكر أصلا”.
في حين تساءل آخرون بنوع من السخرية الممزوجة بالألم ، حسب تعبيرهم: “هل تعلم الحكومة أن مواطنيها تنتحر من الجوع؟!”، وزاد آخرون بالقول “بعدنا في أول الطريق والقادم أعظم”
وكان قد أرجع مصدر طبي في حكومة النظام، منتصف عام 2020، أسباب الانتحار إلى “الضغوط الاقتصادية والأسباب العاطفية بالإضافة إلى فشل الدراسة والعمل”، محملًا الثقافة الغربية والسوشيال ميديا، إضافة لليوتيوب والإنترنت السبب الرئيس أيضا في حالات الانتحار وخاصة الانتحار شنقاً.
والجدير ذكره تشهد مناطق سيطرة النظام السوري ارتفاعاً كبيراً بنسب حالات الانتحار، تزامناً مع ارتفاع في نسبة الجريمة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها الأهالي، وانتشار المواد المخدرة والحشيش بين أيدي المواطنين.
وتتصدر الأزمات الاقتصادية والمعيشية والأمنية واجهة الأحداث الحياتية في مناطق النظام السوري، إضافة إلى الكثير من الظواهر الاجتماعية السلبية التي دفعت بالقاطنين في تلك المناطق إلى التفكير بمسألة الخلاص من تلك الظروف بأي وسيلة كانت نظراً لهذه الظروف التي تتفاقم يوماً بعد يوم.