على الرغم من انتهاء العاصفة الغبارية التي ضربت مدن وبلدات شرقي سورية منذ عدة أيام، غير أنها خلفت أضراراً كبيرة في المنطقة وخصوصاً في مخيم الهول للنازحين، والذي ما يزال قاطنوه يعانون إلى الآن تبعات هذه العاصفة على حياتهم اليومية.
وتسببت العاصفة باقتلاع عددٍ كبيرٍ من خيم النازحين وتضرر عددٍ آخر، فضلاً عن وقوع إصاباتٍ متوسطة في صفوفهم نتيجة انهيار بعض الخيام فوق رؤوس أصحابها، ما تسبب في تشريد عدد من العائلات في العراء في هذه الأجواء الباردة والظروف المناخية السيئة.
في الوقت الذي تعرض فيه عدد من مرضى الجهاز التنفسي ومرض الربو في المخيم للاختناق نتيجة تنفس هواء ملوث بالتراب، وعدم تلقيهم أي مساعدة طبية بسبب إقفال جميع المراكز والمستشفيات التي تديرها المنظمات الدولية، بسبب حظر التجوال الجزئي الذي ماتزال “قوات سورية الديمقراطية” تفرضه على المخيم، ما دفعهم للانتظار حتى ساعات الصباح الأولى للذهاب لهذه المراكز وتلقي الإسعافات الأولية.
مصادر محلية في مخيم الهول ذكرت أن معظم خيام النازحين تضررت بفعل العاصفة الغبارية التي ضربت المنطقة، مع امتناع “إدارة المخيم” عن تقديم أي مساعدات عاجلة لهم بحجة فراغ المستودعات الخاصة بها من الخيام، ما تسبب في مبيت هذه العائلات في العراء في ظل انخفاض كبير في درجات الحرارة.
المصادر ذاتها أكدت أن جميع خزانات المياه التي يستعملها النازحون في الشرب والطبخ وغيرها من الاستعمالات اليومية، قد تلوثت بشكل كبير بعد العاصفة الغبارية، الأمر الذي تسبب بتلوث مياه الشرب وتغيير لونه، ما اضطر عدد كبير من النازحين لشراء المياه المعدنية غالية الثمن، وذلك خوفاً منهم على صحة أطفالهم.
“أم خالد” وهي نازحة من ريف مدينة الرقة ومقيمة في مخيم الهول، ذكرت أن “الصعوبات التي تواجه النازحين في المخيم بعد العواصف الغبارية أكبر من مما يتصوره البعض، كون العديد منهم أصبح بلا مأوى بعد انهيار خيمته وعدم تقديم إدارة المخيم خيمة جديدة له”، على حد قولها.
وقالت السيدة في حديث لها مع منصة SY24:” في كل عام تتجدد هذه المعاناة مع تعرض المنطقة لرياح شديدة محملة بالغبار، وتسببها بانهيار الخيام وتلوث المياه وتعرض المرضى للاختناق، ولا تزال الإدارة الذاتية ترفض إنشاء منازل من الطوب لحماية هؤلاء النازحين من آثار الظروف الجوية السيئة في المنطقة”.
وأضافت:” الأضرار التي تخلفها هذه العاصفة خطيرة على حياة المدنيين وخصوصاً فيما يتعلق بمياه الشرب وتلوث خزانات المياه في المخيم، وعدم قيام إدارته بتنظيفها وتعقيمها بشكل جيد، وهو ما ينذر بموجة جديدة من أمراض المعدة والجهاز الهضمي ستصيب المخيم وخصوصاً الاطفال”.
وأوضحت السيدة:” مطالب النازحين تتمثل في بعض الخيام الجديدة وتنظيف خزانات المياه بشكل جيد وتعقيمها وتأمين مياه صالحة للشرب، بالإضافة الى وضع نقاط طبية للحالات الإسعافية وتزويدها ببعض الأجهزة الضرورية مثل جهاز التنفس الصناعي وأسطوانات الأوكسجين، وذلك لمساعدة المرضى من قاطني المخيم”.
ويشار إلى أن مدن وبلدات شرقي سورية قد تعرضت منذ عدة أيام لعاصفة غبارية شديدة، تسبب في أضرار مادية كبيرة في المحاصيل الزراعية ومنازل المدنيين، ناهيك عن وقوع عدد من القتلى والجرحى نتيجة حوادث السير التي وقعت في الشوارع الرئيسية بالمنطقة، بالإضافة إلى تعرض عدد من مرضى الجهاز التنفسي للاختناق نتيجة الغبار الذي حملته هذه العاصفة.
فيما لا يزال قاطنو مخيم الهول للنازحين يعانون من الآثار الجانبية لهذه العاصفة إلى يومنا هذا، لتضاف إلى مجمل المعاناة التي يعيشونها بشكل يومي داخل المخيم، مع غياب أبسط مقومات الحياة فيه من ماء وكهرباء ورعاية صحية، مع ارتفاع مستمر في أسعار السلع والمواد الغذائية، وعدم قدرة النازحين على العمل لرفض “إدارة المخيم” للنازحين بمغادرته والعودة إليه لاحقاً.