شنّ سلاح الجوي الإسرائيلي، فجر اليوم الإثنين، غارات جوية استهدفت مواقع متفرقة للنظام والميليشيات الإيرانية بمحيط العاصمة دمشق، في استهداف هو الثالث في أقل من شهر تقريباً.
وذكر مراسلنا في دمشق، أن غارات جوية من الطيران الحربي الاسرائيلي استهدفت عدداً من مواقع قوات النظام والميليشيات الإيرانية بمحيط دمشق بعد الساعة الـ 5 من فجر اليوم.
وأضاف أن أصوات الانفجارات سمعت في جميع أرجاء العاصمة وبعض المناطق في ريف دمشق.
من جهته، اعترف النظام وعلى لسان مصدر في وزارة الدفاع التابعة له بوقوع تلك الغارات، مضيفا في بيان أنه “حوالي الساعة الخامسة من صباح اليوم ، نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه جنوب بيروت مستهدفاً بعض النقاط في محيط مدينة دمشق ، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها”.
وادّعى المصدر العسكري التابع للنظام بمقتل مدنيين اثنين، ووقوع بعض الخسائر المادية.
وتعقيباً على ذلك قال الباحث السياسي والعسكري “رشيد الحوراني” لمنصة SY24، إن “الغارات الجوية تفيد على تأكيد التنسيق الروسي الإسرائيلي ضد إيران، وما يؤكد ذلك هو الاجتماع الأمني الذي بات يخرج للإعلام مؤخراً بين روسيا وإسرائيل، فروسيا لا تريد أن تكون في مواجهة إيران، وستستغل الضغط الدولي عليها الناجم عن عدم التوصل لاتفاق بخصوص النووي سياسياً، والضربات الإسرائيلية على مواقعها في سوريا ميدانياً”.
أمّا المختص بقضايا حقوق الإنسان والمحلل السياسي “ماجد الخطيب” من باريس، فقال لمنصة SY24: “أعتقد أن هذه الضربات الإسرائيلية المستمرة على أهداف لمواقع عسكرية في سوريا، هي ثمرة لجهود إيران الحثيثة في استقدام أسلحة متطورة لتعزيز قدراته في حال اندلاع أزمة بينها وبين إسرائيل هذا من جهة”.
وتابع “من جهة ثانية، تريد أن ترسل إسرائيل رسائل ثانية إلى إيران وإلى كل من يراهن بأن علاقة روسيا لإسرائيل قد تتأثر بسبب الأعمال العسكرية الروسية بأن الاتفاقات بين الروس والإسرائيلين ما تزال قائمة وأن هناك فصل تام على الأقل في الوقت الحالي بين كل هذه المواضيع”.
وأضاف “وبالتالي الضربات الإسرائيلية تأتي في إطار تنسيقي مع الروس بهدف محاولات إسرائيل المستمرة تهذيب وبتر أذرع مليشيات إيران والتصدي لسلوك إيران في سوريا، بصفته يمس الأمن القومي الإسرائيلي”.
ومطلع شباط الماضي ونهاية كانون الثاني الماضي، شنت إسرائيل هجومين على عدة مواقع في محيط وجنوبي دمشق، إضافة إلى القصف المتكرر منذ منتصف العام 2021 الماضي.
ونهاية شباط/فبراير الماضي، جدّد سلاح الجو الإسرائيلي من قصفه على مناطق تتمركز فيها قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية في محيط العاصمة دمشق، وذلك بعد نحو 24 ساعة من قصف طال مواقع مماثلة في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا.
وعقب هذا القصف الإسرائيلي الجديد، شن موالون للنظام هجوماً ساخراً ولاذعاً على وزير خارجيته المدعو “فيصل المقداد” الذي قال في تصريحات نقلتها ماكينات النظام الإعلامية، قبل يومين، أن “على إسرائيل ألا تختبر صبر سوريا، وأن النظام قادر على الرد في أي لحظة”، حسب تعبيره.
وقبل ذلك بأيام، استهدف الجيش الإسرائيلي عدة مواقع للنظام السوري وميليشياته في جنوبي العاصمة دمشق بالصواريخ، الأمر الذي تسبب بحالة من الارتباك في صفوف الميليشيات الإيرانية بشكل خاص.