تتعالى أصوات القاطنين في مناطق سيطرة النظام السوري محذرة من ضياع جيل كامل من الأطفال والفتيان، محمّلين النظام السوري وأذرعه الأمنية والعسكرية مسؤولية هذه الظاهرة الاجتماعية التي باتت تسبب قلقاً غير مسبوقاً لسكان تلك المناطق.
وفي التفاصيل التي تابعتها منصة SY24، فقد شكا السكان في مناطق متفرقة خاضعة لسيطرة النظام من ظاهرة تسرب الفتيان خاصة في المرحلة الإعدادية من المدارس، والتوجه ضمن مجموعات للتخييم في الحدائق، إضافة لوجود آخرين يحملون الآلات الحادة وهم في طريقهم للمدرسة أو الأسلاك المعدنية الأخرى “الجنازير”.
وأشارت مصادر محلية إلى أن هذه الظاهرة وخاصة “التدخين” والتسرب من المدارس ليست مقتصرة على الفتيان فقط بل تمتد حتى إلى الفتيات، محذرة من ضياع هذا الجيل في حال لم يكن هناك أي توعية أو متابعة سواء من الأهل أو حتى من المدرسة نفسها.
وأرجعت المصادر المحلية سبب تلك الظاهرة إلى عوامل عدة وعلى رأسها “التربية المنزلية”، حسب وصفها، إضافة إلى العديد من العوامل الاجتماعية الأخرى.
وكان اللافت للانتباه هو تحميل بعض المصادر الأخرى المسؤولية للنظام الذي يستمر بالاحتفاظ بالمجندين بين صفوف قواته منذ عدة سنوات، مطالبين بتسريحهم من أجل الالتفات إلى أبنائهم وأسرهم، حسب قولهم.
وتحدثت مصادر أخرى عن ظاهرة اجتماعية عدة وعلى رأسها الظواهر المخلة بالأخلاق، والتي باتت منتشرة بشكل غير مسبوق في مناطق النظام وخاصة في عدد من الحدائق.
وأنذر آخرون من ظاهرة “تعاطي الكحول” وصولا إلى “تعاطي المخدرات”، مؤكدين أن هذا الجيل تحوّل إلى “جيل فاشل”، في حين نبّه آخرون أنه في حال لم يتم وضع حد لهذه الظاهرة فإن هذا الجيل في طريقه نحو الأسوأ.
يذكر أنه في وقت سابق من العام 2021، أطلق عدد من أبناء محافظة السويداء عموما ومدينة “شهبا” بريف السويداء الشمالي خصوصًا، حملة للحد من ظاهرة اجتماعية بدأت تسبب هاجسًا يؤرق الأهالي، والمتمثلة بامتهان الشباب لبيع المخدرات، والتمركز عند أبواب المدارس.
وحمّلت مصادر محلية مسؤولية ما يجري من فلتان أمني في محافظة السويداء، إلى النظام السوري وحكومته وأذرعه الأمنية، وسط غياب الرقيب والحسيب والرادع لكل من يحاول زعزعة الاستقرار الأمني والمجتمعي في المحافظة.
وتتصدر الأزمات الاقتصادية والمعيشية والأمنية واجهة الأحداث الحياتية في مناطق النظام السوري، إضافة إلى الكثير من الظواهر الاجتماعية السلبية.