أنذرت مصادر موالية للنظام السوري من أن “الساحل السوري” الذي يُعدّ الحاضنة الشعبية للنظام “يلفظ أنفاسه الأخيرة”، لافتة إلى الوضع الاقتصادي المأساوي للقاطنين هناك.
وذكرت المصادر، حسب ما تابعت منصة SY24، أن “وضع الناس في الساحل السوري يُبكي الصخر”، محذرة من أن “الساحل يحتضر”.
وألمحت المصادر إلى التهميش الواضح الذي تحظى به منطقة الساحل من قبل النظام وحكومته، مضيفة أن “الساحل الذي قدّم خزاناً بشرياً وأرواحاً ليبقى الوطن، لكنه اليوم لم يعد لديه ما يقدمه”.
وأشارت إلى الواقع المعيشي لبعض العائلات التي تقتات على الخبز اليابس “المبلول بالماء”، وأحياناً كثيرة لا تجد ما تأكله.
وقالت المصادر أيضاً إن “أغلب السوريين تحت خط الفقر لكنهم يجدون شيئاً ما يأكلونه، وهناك من يقتات من حاويات القمامة،لكنهم في النهاية يجدون ما يأكلون”، لافتة إلى أن الوضع في الساحل السوري مختلف، حسب تعبيرها.
وتطرقت المصادر إلى رؤوس الأموال وحيتان الاقتصاد في منطقة الساحل والذين يتجاهلون ما تعانيه العائلات المحتاجة والمنكوبة هناك.
وبيّنت أن 5% فقط من رؤوس الأموال المتواجدة في الساحل قادرة على مد يد العون لهذه العوائل، مؤكدة أن ما يهمهم فقط المرافقة والسيارات وتكديس الأموال فقط.
وتحدثت المصادر عن أحد أعضاء ما يسمى “مجلس الشعب” التابع للنظام، وهو من “آل الأسد”، والذي يملك بناءً مؤلفاً من 8 طوابق، إضافة إلى امتلاكه 6 سيارات، بالإضافة إلى أن مولدة الكهرباء في مكان إقامته تعمل على مدار الساعة مقارنة بما يعانيه باقي سكان الساحل، ولا أحد يجرؤ على محاسبته، حسب قولها.
وعبّرت مصادر أخرى عن الواقع الأليم الذي يعاني منه القاطنون في مناطق النظام بعبارة “الكثيرون في المحافظات يفضلون الموت على الحياة”.
مصادر أخرى قالت “ليس فقط الساحل يلفظ أنفاسه، فكل سورية تلفظ أنفاسها، قد يكون الساحل أكثر تأثرا لما قدمه من تضحيات من خيرة شباب هذا الوطن”.
وحمّل كثيرون مسؤولية ما يعانيه أهل الساحل للنظام وحكومته وأذرعه الاقتصادية وقالوا “يوجد تقصير من الدولة ناتج عن فساد المجتمع الضيق لكل قرية أو ناحية أو منطقة أو محافظة، وهناك سلسلة فساد يصعب كسرها للأسف، ولكن هناك تقصير تجاه بعضنا البعض نحن أبناء الساحل وأصبحنا نقول فلان فقير الله يساعده ونكمل نفس الأركيلة وندفع بخشيش 2000 ليرة ومافوق، واصبحوا أصحاب المليارات يشكون ويبكون أكثر من الفقير نفسه”.
وأمس الثلاثاء، أثار تنظيم وقفة تضامنية لطلاب وأساتذة جامعة تشرين في اللاذقية لدعم روسيا وشعبها، حسب ما نشرت ماكينات إعلام النظام، سخط كثير من القاطنين في مناطق النظام، معبرين عن غضبهم بعبارة “اللي استحوا ماتوا”.
وتتصدر الأزمات الاقتصادية والمعيشية والأمنية واجهة الأحداث الحياتية في مناطق النظام السوري، إضافة إلى الكثير من الظواهر الاجتماعية السلبية التي دفعت بالقاطنين في تلك المناطق إلى التفكير بمسألة الخلاص من تلك الظروف و“الهجرة”.