يواصل الرئيس اللبناني “ميشال عون” وفي كل مناسبة، الشكوى من تواجد السوريين على الأراضي اللبنانية، ضارباً بعرض الحائط كل التقارير الدولية التي تحذر من إعادة السوريين إلى بلادهم خشية تعرضهم لانتهاكات من النظام السوري وحلفائه.
وفي آخر المستجدات التي وصلت لمنصة SY24، اشتكى “عون” من النازحين السوريين في لبنان، وذلك خلال زيارة أجراها إلى إيطاليا التقى خلالها بالرئيس الإيطالي” سيرجيو ماتاريلا”.
وخلال اللقاء كان ملف النازحين السوريين هو من أبرز الملفات التي حملها “عون” معه من لبنان، وذلك لتكون ورقة ضغط لزيادة الدعم الأوروبي للبنان، بحسب مراقبين.
وقال “عون” إن “لبنان لم يعد قادراً على تحمل أعباء وأحمال النزوح السوري، وعلى الدول المانحة إعطاء الحوافز داخل سوريا لتحفيز النازحين على العودة”.
وأضاف مدّعياً أن “من أخطر تحديات الأزمات الراهنة، الهجرة الكثيفة إلى الخارج للنخب اللبنانية ما يهدد لبنان على المدى البعيد بإفراغه من الطاقات الحيوية”.
من جهته، اكد الرئيس الإيطالي أن “إيطاليا ستواصل تقديم الدعم لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية في لبنان الذي يبقى نموذجاً في ظل التوازنات التي تحفظ حقوق الجميع وله دور في إنماء المنطقة كلها”.
ودعا الرئيس الإيطالي إلى ودعا “العمل على عودة السوريين توازيا مع المساعدة على الوصول الى حل سياسي بذلك يتمكن السوريون من إعادة إعمار بلادهم فيخففوا العبء عن لبنان”.
وقبل أيام، دافع وزير المهجّرين اللبناني “عصام شرف الدين” عن النظام السوري، مطالبا بعودة السوريين إلى ديارهم.
وادّعى الوزير اللبناني أن النظام السوري وأذرعه الأمنية والسياسية ترحب بعودة السوريين، مشيراً إلى أنه لمس خلال زيارته التي قام بها إلى دمشق في وقت سابق من شباط الماضي، جدّية لدى النظام في اتخاذ عدة إجراءات لعودة النازحين واللاجئين السوريين إلى سوريا.
وفي وقت سابق من العام 2021، استنكر الصحفي اللبناني “صهيب جوهر” في حديثه لمنصة SY24، مطالبة البطريرك الماروني في لبنان “بشارة الراعي” مجددًا بعودة السوريين إلى بلادهم، واصفا تلك التصريحات بـ “الشعبوية” وبأنها “غير منطقية”.
وأضاف أن “هذه المطالبة غير واقعية وغير منطقية لعدة عوامل أهمها: أن الأمور في سوريا لم تذهب نحو حل، ولا يوجد ضمانات إنسانية بعودة النازحين السوريين إلى ديارهم بأمان دون أن يتعرض لهم النظام السوري بالقتل والاعتقال، وأيضًا بات هناك تغيير ديموغرافي وأصبح هناك استحالة عودة السوريين دون تحقيق تسوية إقليمية وتسوية أخرى داخل القطر السوري”.
يذكر أن مجلة “فورن بوليسي” الأمريكية ذكرت في تقرير أن ” سوريا ليست آمنة بطبيعة الحال، وإن الحرب ما تزال تدور رحاها هناك، وإن الذين عادوا إليها يختفون غالبا من دون أن يوجد لهم أثر فيقعون في أيدي الدولة الأمنية”.
ويقيم الآلاف من السوريين في مخيمات مؤقتة ومراكز إيواء ظروف معيشية وصحية سيئة، في حين اشتكى لبنان مرارا من الأعباء التي يتحملها نتيجة تزايد أعداد اللاجئين السوريين، إضافة إلى عدم وفاء الدول المانحة بالتزاماتها المادية.