أكدت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أنه بعد 11 عاماً على اندلاع الصرع في سوريا، فإن نحو 2.7 مليون طفل سوري لاجئ يعيشون في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر، ليس لديهم أي ذكريات شخصية في سوريا وأنهم يستطيعون تخيلها فقط.
وأضافت المفوضية في تقرير اطلعت منصة SY24 على نسخة منه، أنه مع دخول الأحداث الدائرة في سوريا عامها الثاني عشر، نشأ جيل كامل من الأطفال السوريين كلاجئين في البلدان المجاورة. لم تسنح للبعض منهم فرصة رؤية وطنهم أبداً، والبعض الآخر لا يذكرون شيئاً عنه.
وتابعت أنه على مدى السنوات الـ 11 الماضية من الصراع وعدم الاستقرار، التمس ما يقرب من 5.7 مليون سوري الأمان في كل من تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر، ولا يرى البعض سوى أمل ضئيل في العودة إلى الوطن في المستقبل القريب.
ووفقاً لبيانات المفوضية، يشكل الأطفال ما يقرب من نصف اللاجئين السوريين، في حين أن ثلثهم يبلغ من العمر 11 عاماً أو أقل ولم يكونوا قد ولدوا عندما كان بلدهم ينعم بالأمان.
وعلى الرغم من ذلك، وحسب تقرير المفوضية، لا يزال العديد من هؤلاء الأطفال يشعرون بارتباط عميق بوطنهم غير المألوف بالنسبة لهم، ويتشبثون بالأمل في العودة إلى هناك بأمان في يوم من الأيام. يحملون صورة سوريا في أذهانهم، مرتكزين في ذلك على القصص التي رواها لهم آباؤهم، والدردشة على الهاتف مع الأقارب الذين بقوا في البلاد، أو من خلال الصور العائلية والتقارير الإخبارية.
والتقى فريق من المفوضية بمجموعة من الأطفال في الأردن وتركيا ومصر ولبنان والعراق، وذلك لمعرفة كيف يتخيل هذا الجيل بلداً لا يزال مجهولاً إلى حد كبير بالنسبة له لكنه يستمر في محاولة تصور العديد من جوانب حياته، دعت المفوضية بعض الشبان السوريين في جميع أنحاء المنطقة لرسم صور حول الوطن كما يتخيلونه ووصف ما رسموه، حيث تباينت رسومات الأطفال بين رسومات لسوريا المدمرة وبين رسومات تظهر فيها سوريا الجميلة.
ومطلع العام الماضي 2021، أعلنت جهات دولية إنسانية وأخرى اقتصادية عالمية، أن التكلفة الاقتصادية للنّزاع في سوريا بعد 10 سنوات من الحرب، تقدّر بأكثر من 1.2 تريليون دولار أمريكي، مشيرة إلى أن جيلا كاملا من الأطفال سيتحمل تكلفة الصراع الذي شهدته سوريا.
وفي وقت سابق من العام 2020، أفاد تقرير صادر عن الأمم المتحدة بمناسبة “اليوم العالمي لضحايا الحرب من الأطفال الأبرياء” والمصادف لـ 4 حزيران من كل عام، والذي يُحتفل به للتذكير بحقوق الأطفال الأبرياء، بأنّ الأطفال السوريين هم أكثر من دفعوا ثمن الحرب المشتعلة في بلادهم.