شرقي دير الزور.. الألغام تحصد حياة العشرات من المدنيين

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – SY24

قتل شخصان وأصيب اثنان آخران في بادية بلدة بقرص شرقي مدينة دير الزور 35 كم، بانفجار لغم أرضي زرعته الميليشيات الإيرانية في منطقة البادية غرب البلدة، والمحاذية للأراضي الزراعية ومناطق الرعي التي يتردد عليها رعاة المنطقة مع ماشيتهم، ما دفع قوات النظام لفرض طوق أمني حول مكان الانفجار مانعةً المدنيين من الاقتراب.

 

وقبل هذه الحادثة بعدة ساعات انفجر لغم أرضي في بادية مدينة الميادين من جهة بلدة “سعلو” بالقرب من الطريق الدولي، وذلك أثناء مرور قطيع من الماشية كان متجهاً إلى مناطق الرعي الخاصة به، ما تسبب بمقتل عددٍ من الأغنام دون تعرض صاحبها لأي أذى، بينما شهدت المنطقة حالة من الاستنفار لدى عناصر ميليشيا الحرس الثوري الإيراني وعناصر ميليشيا فاطميون الأفغانية، خوفاً من تسلل عناصر تنظيم داعش إلى مناطقهم.

 

إذ تسببت حقول الألغام العشوائية التي تقوم قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية المتحالفة معها بزرعها في الأراضي المحاذية للمناطق السكنية والقريبة من الأراضي الزراعية وأماكن الرعي الخاصة بمربي الماشية في ريف دير الزور الشرقي، تسببت بمقتل عددٍ من المدنيين وإصابة آخرين بعاهات دائمة نتيجة وقوعهم بالخطأ في حقول الألغام هذه، ناهيك عن الخسائر المادية الكبيرة التي تعرض لها المدنيون بعد وقوع ماشيتهم ضحية لهذه الألغام.

 

وبحسب مصادر أهلية فإن أغلب حقول الألغام الخاصة بقوات النظام تكون بالقرب من المواقع العسكرية ونقاط تجمع قواته في محيط مطار دير الزور، وبالقرب من النقاط المتقدمة التي تتمركز فيها هذه القوات في عمق البادية السورية من جهة ريف دير الزور الشرقي وصولاً إلى الحدود السورية العراقية، ومن جهة ريف دير الزور الغربي وصولاً إلى نقاط التماس مع مناطق “قوات سورية الديمقراطية” ومناطق المعارضة السورية.

 

بينما تعمل الميليشيات الإيرانية على زرع حقول ألغام عشوائية ومضادة للأفراد بشكل عشوائي في المناطق القريبة من نقاط تمركزها حول مدن وبلدات ريف دير الزور الشرقي، وخصوصاً في بادية بلدة “القورية” وفي محيط مزار “عين علي”، وأيضاً في محيط قلعة الرحبة المطلة على مدينة الميادين، والتي تتخذها ميليشيا الحرس الثوري الإيراني مقراً لها، ومخزناً لذخيرتها ومعتقلاً يضم عشرات المدنيين من أبناء المنطقة.

 

وتتعمد الميليشيات الإيرانية عدم وضع لافتات ولوحات تحذيرية بالقرب من حقول الألغام التي تزرعها في بادية ريف دير الزور الشرقي، وذلك بغرض إيقاع أكبر عددٍ ممكن من المدنيين بين قتيل وجريح، وبث حالة من الرعب والخوف لدى الأهالي ومنعهم من الخروج للرعي بالقرب من مقراتهم العسكرية، والتضييق عليهم بغرض ترحيلهم من المنطقة والاستيلاء عليها لاحقاً.

 

“سليمان الصالح”، وهو من أبناء بلدة “سعلو” ويعمل في الزراعة، ذكر أنه “امتنع من الذهاب مع عائلته إلى أراضيهم الزراعية المتواجدة على جانبي الطريق الدولي، والتي كان يستخدمها في رعي أغنامه و البحث عن الكمأة، وذلك خوفاً من تعرضه لخطر الإصابة بأحد الألغام التي زرعتها الميليشيات الإيرانية في المنطقة”.

 

وفي حديثه لمنصة SY24 قال”: عناصر الميليشيات باتوا يخافون من تسلل خلايا تنظيم داعش إلى مقراتهم العسكرية وقتلهم وهم نيام، ولذلك زرعوا المنطقة ألغاماً مضادة للأفراد وعبوات ناسفة صغيرة الحجم وحساسة لأي حركة، بغرض تنبيههم حال اقترب أحد من مقراتهم”.

 

وأضاف:” نتفاجأ كل يوم بمقتل أحد المواطنين في مناطق مدنية بحتة مثل منطقة الصناعة والمزارع في محيط الميادين، والتي شهدت في أكثر من مناسبة مقتل مدنيين بعد انفجار لغم أرضي فيهم، في حين تتهم وسائل إعلام النظام تنظيم داعش بزرع هذه العبوات قبيل انسحابه من المنطقة وهو أمر غير منطقي”.

 

وفي سياق متصل، قتل مدني وأصيب آخر بجروح نتيجة انفجار لغم أرضي في بادية مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية، كانت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني قد زرعته بالقرب من قرية المطاردة بريف المدينة الغربي والقريب من الحدود السوري العراقية.

 

والجدير بالذكر أن حقول الألغام العشوائية التي تعمل قوات النظام والميليشيات الإيرانية على زرعها في المنطقة، خلفت عدداً كبيراً من القتلى والجرحى والمصابين بحالات بتر للأطراف السفلية وخصوصاً بين الأطفال، نتيجة زرع هذه الألغام بالقرب من المناطق المأهولة بالسكان ودون وضع إشارات ولافتات تحذيرية.

 

في الوقت الذي تحصد فيه مخلفات الحرب من عبوات ناسفة وألغام زرعها تنظيم داعش في منازل المدنيين قبيل انسحابه من المنطقة أرواح عدد كبير من الأهالي، ناهيك عن مخلفات الحرب التي لم تنفجر من قنابل عنقودية وصواريخ وقذائف هاون، والتي تسببت بإصابة عدد كبير من الأطفال نتيجة العبث بها، مع استمرار إهمال النظام السوري لهذه الظاهرة التي باتت تؤرق أبناء مدن وبلدات ريف دير الزور.

مقالات ذات صلة