في ظل الظروف المعيشية.. كيف يستعد أهل الرقة لاستقبال شهر رمضان

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

يحل شهر رمضان المبارك هذه السنة ضيفاً “ثقيلاً” على أهالي مدينة الرقة بحسب من التقيناهم من الأهالي في الشارع الشرقاوي، الذي كانت له طقوسه الخاصة باستقبال الشهر الفضيل. 

إلا أن الحالة الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المدينة، جعل أمر تدبر احتياجات رمضان، يشق على معظم الأهالي بسبب الغلاء الفاحش في الأسعار الذي سبق شهر الخير.

يروي الحاج السبعيني “فاضل الحسن” لمنصة SY24 عن حزن كبير، أحس به مع اقتراب الشهر الفضيل بحسب تعبيره، لعدم قدرته أولاً على الإحساس بلذة رمضان التي كان يشعر بها سابقاً، إذ تجمع العائلة والأقارب مائدة واحدة، يحطيها الخير والبركة، لم تعد موجودة الآن، يقول لنا: ” اليوم موائدنا تخلوا من أبنائنا بعد أن افتقدنا عدداً كبيراً منهم، بالحرب والهجرة والنزوح”.

إضافة إلى الظروف المعيشية المتردية التي يعيشها كثير من الأهالي، وتفكيرهم الدائم بكيفية قضاء هذا الشهر دونما الحاجة إلى الدّين من أحد بعد نفاذ معظم مدخرات الأهالي في السنوات السابقة.

رغم ذلك، بدت الطمأنينة تطغى على حديثه بقدوم رمضان فهو شهر الرحمة والبركة والمغفرة والذي يأمل فيه أن يغفر له ولسائر من ماتوا جراء القصف على المدينة، الذين يفتقدهم كثيراً وخاصة في المناسبة الروحانية كرمضان حسب تعبيره.

أما بائع السوس الحاج “صالح السالم” 66 عاماً، فإن شهر رمضان بالنسبة له شهر خاص لاستعادة الذكريات الجميلة التي عاشها في صباه، مستذكراً طقوس رمضان وبيع المشروبات الخاصة بالشهر الفضيل.

يقول لنا مستحضراً تلك الذكريات :”كنت أقوم بتجهيز السوس مساءً مع والدي الذي علمني كيفية صنعه، كُنا ندفع عربتنا بعجلاتها الثلاثة، ونصيح بشوارع الرقة القرية الصغيرة آنذاك، وكان الناس بانتظارنا قبل حلول الإفطار بوقت قصير، وعملنا يزداد وتكثر الطلبات على عصائرنا”.

 

أما التاجر “علي الأحمد” 45 عام، كانت نظرته مختلفة قليلاً وربما بحسب قوله لأنه ميسور الحال، يرى أن شهر رمضان هو شهر للعبادة فقط، وإنما الرزق والمال فهو من عند الله، وبين  ضرورة التكافل الاجتماعي والزكاة بين التجار لمد يد العون للناس الذين يعتقد أن أغلبهم لن يستطيع قضاء شهر رمضان دونما الحاجة للدين”.

كما تذكر” الأحمد” بعضاً من طقوس رمضان في الرقة حينما كانوا يذهبون لصلاة التراويح مجتمعين، ثم يعودون ليلعبوا مع الأطفال ألعاباً تُحفزهم على حفظ القرآن، وقبل ذلك إرسال “الصحون الدايرة” كما وصفها قبل الإفطار، والتي يتم تداولها بين الجيران والأقارب، وهي عادة رمضانياً عند أغلب الناس لكنها في الرقة تحمل طابعاً مختلفاً حيث كانت المرأة تطبخ لها ولجيرانها وتكثر من أصناف الطعام الشهية.

 

ومن جانب آخر تستعد بعض المنظمات الإنسانية والمشاريع والجمعيات لتقديم المساعدة للفقراء في رمضان وعلى رأسها “مشروع إفطار صائم” التطوعي الذي يحتفل بموسمه السابع باستعداده لتوزيع المعونات اليومية للناس بعد أن لاقى نجاحاً كبيراً في مساهمته بمد يد العون للأهالي، مما دفع كثيراً من التجار وأصحاب الأموال لمساندته بشكل “مقبول” عن طريق مخصصات لوجستية كالأرز، اللحم، الزيوت وغيرها حيث يقوم الفريق التطوعي بفرزها ليلاً وتوزيعها على الناس نهاراً.

كما تتجهز المطابخ الخيرية التي وزّعت في الأعوام السابقة المئات من وجبات الإفطار للعوائل الأشد فقراً والمسجلة بقوائم سابقة.

ويبقى السؤال حاضراً بشكل عام في أذهان كثيرين في الرقة عن كيفية التعامل اقتصادياً مع المصاريف التي ستفتح عليهم في رمضان، فلأهل الرقة طقوس لا يستطيعون الحياد عنها مهما كانت الظروف وعلى رأسها إعداد الولائم في الشهر الكريم ودعوة الجيران والأقارب لمنازلهم، إضافة لتوزيع الوجبات للناس الأكثر احتياجاً كنوع من الإحسان و الإحساس بواجب التكاتف والمساعدة.

مقالات ذات صلة