كشفت مصادر إعلامية محلية عن تحركات تقوم بها الميلشيات الإيرانية المتواجدة في المناطق الخاضعة لسيطرتها بريف ديرالزور الغربي، استعداداً لتنفيذ هجمات مسلحة ضد القواعد العسكرية التابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، في المناطق الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” شرقي سوريا.
حيث تحدثت هذه المصادر عن إطلاق ميليشيا الحرس الثوري الإيراني تدريبات عسكرية سرية على استخدام الطائرات المسيرة في معسكر مغلق تابع لها، بالقرب من مستودعات عياش العسكرية في ريف ديرالزور الغربي، وبمشاركة عدد من الميليشيات المتواجدة في المنطقة الأخرى مثل ميليشيا حزب الله اللبنانية، وميليشيا فاطميون الأفغانية، ومليشيا كتائب سيد الشهداء العراقية، بالتزامن مع فرض هذه الميليشيات طوقاً أمنياً مشدداً حول مكان المعسكر.
وأشارت إلى أن ميليشيا الحرس الثوري نقلت عدة طائرات مسيرة إلى ريف ديرالزور من نوع مهاجر، من أجل استخدامها في هذه التدريبات، والتي أدخلتها إلى المنطقة في وقت سابق عبر المعابر البرية غير الشرعية التي تسيطر عليها بريف البوكمال على الحدود العراقية، وقامت بتوزيعها على مواقعها العسكرية في ريف درعا الجنوبي، وبالقرب من مطار دمشق الدولي، وفي ريف حلب الغربي وأيضاً في البادية السورية.
وذكرت مصادر خاصة لمنصة SY24، أن قيادة الحرس الثوري أمرت بالتكتم على أسماء المشاركين بهذه التدريبات من منتسبيها المحليين، والتكتم أيضاً على موقع التدريبات وعدد المشاركين بها والأسلحة المستخدمة فيه، إضافة لمنعها قوات النظام وأجهزته الأمنية من الاقتراب من المعسكر، خوفاً من قيام الطيران الأمريكي أو الإسرائيلي باستهدافه.
وأكدت مصادرنا، أن المليشيات الإيرانية قامت بإعطاء إجازات مرضية لعددٍ من عناصرها المحليين، الذين اعتنقوا المذهب الشيعي ويدينون بالولاء لقادة هذه الميلشيات، قبل عدة أيام من انطلاق هذه التدريبات، ليتم نقلهم وبشكل فردي عبر حافلات النقل العمومي إلى أقرب نقطة من مكان التدريب، مع التشديد عليهم بعدم إخبار ذويهم بمكان تواجدهم ومصادرة أجهزة الهاتف المحمول وممتلكاتهم الشخصية.
وكانت الميليشيات الإيرانية المتواجدة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام بمحافظة ديرالزور، قد قامت بإدخال عدد من الطائرات المسيرة عبر المعابر البرية مع العراق، أو عن طريق طائرات الشحن العسكرية التي تستخدمها في نقل الأسلحة والذخائر والعناصر من المطارات العسكرية في إيران إلى مطار دمشق الدولي أو مطار التيفور العسكري في ريف حمص.
يشار إلى أن المليشيات الإيرانية المتمركزة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام بمحافظة ديرالزور، قامت باستهداف القواعد العسكرية التابعة للتحالف الدولي في حقل العمر النفطي وحقل كونيكو للغاز بمناطق سيطرة “قسد” بريف ديرالزور الشرقي، بعدة هجمات مسلحة مستخدمةً قذائف الهاون والصواريخ والطائرات المسيرة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تتعرض فيه المواقع العسكرية التابعة للميليشيات الإيرانية في ريف ديرالزور لغارات جوية من قبل الطيران الأمريكي أو الإسرائيلي، مستهدفةً مستودعات الذخير الخاصة بها ومنصات إطلاق الصواريخ وأيضاً نقاط تجمعها، ما تسبب بتكبد هذه الميليشيات خسائر فادحة بالأرواح والعتاد، أجبرها على استبدال الرايات الخاصة بها بالعلم السوري أو الروسي، ناهيك عن تغيير مواقعها المستمر والتكتم على تحركات عناصرها.