تواصل روسيا وعبر قواتها العسكرية وأذرعها الثقافية، التغلغل في مدينة تدمر الأثرية بريف حمص الشرقي وتثبيت أقدامها هناك.
وفي آخر المستجدات، شارك عدد من علماء الآثار الروس في فعالية نظمها المركز الثقافي الروسي في دمشق بعنوان “تدمر في عيون روسية”.
وتضمنت الفعالية عرض فيلم وثائقي قصير تحدث عن عراقة وتاريخ مدينة تدمر وما تعرضت له من تدمير وتخريب على يد من تصفهم روسيا والنظام السوري بـ “الإرهابيين”، إضافة إلى توثيق مراحل ترميم نبع “أفقا” الأثري لإعادة الحياة إلى واحة تدمر.
كما تضمنت الفعالية معرضاً لـ43 صورة ضوئية التقطتها الفنانة الروسية “أليونا زايتسيفا” التي رافقت البعثة الروسية منذ انطلاق نشاطها في المدينة.
واعترف رئيس الفيلق الاستكشافي التطوعي الروسي وأستاذ التاريخ في جامعة سانت بطرسبورغ الدكتور “تيمور كارموف”، بأهمية مدينة تدمر لروسيا وقال لماكينات النظام الإعلامية إنه ” من المهم جداً لروسيا المشاركة في مشاريع تخص التراث السوري وخاصة تدمر التي تعتبر من أهم المعالم التاريخية في سوريا ليس فقط لكونها ضمن سجل التراث العالمي، بل هي مهمة لروسيا ككل ومشاركة في تاريخها منذ القرن التاسع عشر”.
وأشار إلى نية موسكو “تنفيذ مشاريع أخرى كترميم قوس النصر وإعادة إعمار مسرح تدمر” وكل ذلك سيكون بالتعاون بين الجانبين الروسي وحكومة النظام السوري.
من جهته، أقرّ مدير المركز الثقافي الروسي “نيكولاي سوخوف”، بأن “مهمة الخبراء الروس تتركز حاليا في مدينة تدمر الأثرية”، ملمحاً إلى أنه لا يوجد أي مهام أخرى لهم حاليا باستثناء تلك المنطقة، مرجعا في الوقت ذاته السبب إلى قلة عددهم، حسب زعمه.
وأشار “سوخوف” إلى أهمية هذه الفعالية في تسليط الضوء على أهم المواقع الأثرية في مدينة تدمر، منوها بالتعاون الثقافي بين بلاده والمؤسسات التابعة للنظام السوري فيما يخص التاريخ والآثار وترميمها حيث هناك العديد من المشاريع المشتركة بين الجانبين ولا سيما فيما يخص تدمر، وفق تعبيره.
وفي وقت سابق من العام 2021، حذّر الباحث السياسي “رشيد الحوراني” من المساعي الروسية للسيطرة على آثار مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، لافتا إلى أن روسيا تسعى لاستغلال الغرب من خلال تلك المدينة.
وزاد “حوراني” بالقول: “تعمل روسيا على السيطرة على معظم القطاعات التي من شأنها تحقيق مصالحها الاقتصادية مستقبلا، وتولي أهمية خاصة بمدينة تدمر وآثارها نظرا لأهميتها السياحية وإمكانية تحصيل عائدات مالية كبيرة من وراء ذلك في حال استقرت الأمور”.
ومنتصف تشرين الثاني/نوفمبر 2020، أعلنت حكومة النظام السوري عن التنازل عن آثار تدمر لصالح روسيا بحجة البدء بترميمها، وتوقيع مذكرة تفاهم بهذا الخصوص.
وذكرت مصادر موالية للنظام، حسب ما وصل لمنصة SY24، أن المديرية العامة للآثار والمتاحف التابعة للنظام، وقعت مع جمعية “صناعة الحجر” في روسيا مذكرة تفاهم لترميم (قوس النصر) في مدينة تدمر الأثرية.