أعربت الأمم المتحدة عن قلقها على مصير عدد من الأطفال كانوا محتجزين بسجن “الصناعة” في مدينة الحسكة شرقي سوريا، وذلك بعد الأحداث الأمنية والعسكرية التي شهدها السجن قبل أسابيع.
وذكرت الأمم المتحدة في تقرير اطلعت منصة SY24 على نسخة منه، أنه لا يزال مصير وأماكن وجود ما لا يقل عن 100 من هؤلاء الأولاد مجهولا، الأمر الذي يثير مخاوف جدية فيما يتعلق بحقهم في الحياة.
وأشار التقرير إلى ظروف الاعتقال السيئة في السجن، إضافة إلى لفته الانتباه لحالات شديدة من سوء التغذية.
وحسب التقرير فقد أصيب العديد من الأولاد المحتجزين في السجون بجروح خطيرة أثناء عملية الهروب من السجن، ويتلقون العلاج الطبي الضروري.
وحذّر التقرير من انتشار فيروس كورونا بين الأطفال، مبينا أن “هؤلاء الأولاد محتجزون في زنازين جماعية مكتظة تضم الواحدة منها من 20 إلى 25 شخصا في ظروف غير إنسانية، مع وصول محدود لمياه الشرب الآمنة. ولا تزال المخاوف بشأن انتشار كورونا في هذه الظروف مرتفعة.
وأكد خبراء في الأمم المتحدة أنهم “أصيبوا بالذهول من توقف الاتصال بين الصبية وأفراد عائلاتهم، والذي كان متقطعا أصلا قبل الهجوم”.
وأعربوا عن عدم ارتياحهم لعدم وجود معلومات واضحة تتعلق بعدد القاصرين المحتجزين بالفعل في السجون قبل الهجوم، وأن هذا يمكن استخدامه لرفض الاعتراف بمصيرهم ومكان وجودهم، حسب التقرير.
وأضاف الخبراء أن بعض الحالات قد ترقى إلى حدّ الاختفاء القسري: “السلطات المسؤولة عن السجن، التي دعت إلى الإعادة الفورية لجميع الرعايا الأجانب، منوط بها مسؤولية إنسانية وأمنية وحقوقية مستحيلة تقريبا من قبل دول أخرى.”
قال الخبراء “هؤلاء الأولاد وقعوا ضحايا بالفعل لأسباب عديدة. العديد منهم تم إحضارهم إلى سوريا من قبل عائلاتهم، بينما وُلد آخرون هنا، لعائلات يُزعم أنها مرتبطة بداعش. إنهم يتعرضون للأذى والإصابة دون ذنب من جانبهم، ويتم التخلي عنهم وإلقاؤهم في تجربة قاتمة لا هوادة فيها من العنف.”
ودعوا إلى الإعادة الفورية للأطفال إلى أوطانهم. بالنسبة لأولئك الذين لا يمكن إعادتهم وفقا للقانون الدولي، يجب إيجاد حل دولي لمحنتهم.
وقبل أيام، أعربت منظمة “أنقذوا الأطفال” الدولية، عن خشيتها على حياة الأطفال المحتجزين في مخيمات في شمال شرق سوريا، حيث تقطن عائلات مقاتلي تنظيم “داعش”، لافتة إلى أنه قد يبقون عالقين لمدة 30 عاماً نتيجة بطء عمليات استعادتهم من بلدانهم.
وشهدت محافظة الحسكة وتحديدا في حي “غويران”، في 20 كانون الثاني الماضي، أحداثًا أمنية متسارعة تطورت لاشتباكات بين “داعش” وقوات “قسد”، ما دفع بالأخيرة لتنفيذ إجراءات أمنية مشددة في مختلف المدن والبلدات الخاضعة لسيطرتها في شمال شرق سورية.
وحول ذلك قال المحلل السياسي وابن المنطقة الشرقية “علي تمي” لمنصة SY24: “بكل تأكيد هناك الآلاف من الأطفال والنساء المحتجزين في مخيمات شرق الفرات يعانون من ظروف مأساوية، فهؤلاء الأطفال سيكونون بمثابة قنابل موقوتة، وسوف يتم استغلال معاناتهم وظروفهم لأجندات عسكرية”.
ونهاية العام الماضي، ذكرت تقارير دولية أن عشرات الآلاف من الأطفال يظلون محرومين من حريتهم تعسفاً ومعرضين لأوضاع غير إنسانية تهدد حياتهم في “الهول”.