أسعار المواد الرئيسية والغذائية في أسواق الغوطة الشرقية تحلق عالياً في أول أيام شهر رمضان، وبشكل مفاجئ دون وجود أي سبب حقيقي وراء الغلاء أو تبرير من قبل المسؤولين عن ضبط الأسعار في السوق.
مراسلنا في الغوطة الشرقية التقى عدداً من الأهالي الذين أكدوا لنا أن “رمضان هذا العام من أسوأ المواسم التي مرت عليهم خلال السنوات الماضية، بسبب الوضع المعيشي والاقتصادي المتردي الذي تشهده مناطق سيطرة النظام”.
وأشارت مصادر محلية لمراسلنا، أن “كثيراً من الأصناف والمواد الغذائية، تختلف أسعارها من بلدة لأخرى، ومن محل تجاري إلى آخر ضمن ذات الحي، دون أي محاسبة أو ضبط حقيقي للأسعار أو حتى إطلاق حملات للتموين لضبطها”.
منصة SY24 التقت السيدة “أم مصطفى” من أبناء بلدة حرستا بالغوطة الشرقية، وهي أم لثلاثة أبناء، وزوجها لديه إعاقة حرب، منعته من العمل بسبب إصابة سابقة في عام 2018، تقول لنا واصفة مشقة تأمين لقمة العيش لعائلتها: “شعرت بعجز أمام أطفالي وبحزن كبير لعدم استطاعتي شراء حاجيات شهر رمضان كحال كثير من الأهالي”.
إذ أكدت أن سحور أول أيام رمضان اقتصر على الزعتر والزيت والزيتون وعدة بيضات، فقط دون وجود أنواع الأجبان والألبان أو مادة الحلاوة أو المربيات وهي مواد ضرورية لصحة الإنسان الصائم.
“أم مصطفى” تقوم باستقبال بعض الأطفال في منزلها وإعطائهم دروس خصوصية للتقوية، لكي تقوم بإعانة عائلتها وتأمين احتياجاتهم في ظل عدم قدرة زوجها على العمل.
وأوضحت أن “هذه الأيام أصعب من أيام الحصار التي عاشتها الغوطة قبل سنوات، إذ أن وجبة السحور أثناء فترة الحصار كانت أفضل بكثير من الوجبة اليوم”.
وأضافت قائلة: “ياريت ترجع أيام الحصار، وترجع الأيام الصعبة، لأنها كانت أرحم بكتير من هلق، حتى المصاري بايام الحصار كان فيها بركة أكتر من هلق”.
مراسلنا في الغوطة رصد أسعار عدداً من المواد الرئيسية والغذائية، إذ وصل سعر الأرز 7000 آلاف ليرة سورية، وكيلو البرغل 5500، والعدس 5500، فيما بلغ سعر كيلو المعكرونة 6000 ليرة والسكر 3800، فيما ارتفعت أسعار الخضروات بشكل كبير أيضا ليصل سعر البندورة 4000 ليرة وحزمة البقدونس والخس 400 ليرة.
باتت هذه الأسعار كابوساً يقبع فوق صدور الأهالي الذين يعانون بالأساس من وضع معيشي متردي، زاد قدوم شهر رمضان من رفع الأسعار وإحكام الخناق على شريحة واسعة منهم تحت ظل القيادة الحكيمة التي تغض طرفها عن البؤس المعيشي في معظم مناطق سيطرتها.