أغلقت “قوات سوريا الديمقراطية” جميع الطرق المؤدية إلى منطقة وسط مدينة الحسكة، والتي تضم المربع الأمني والأحياء التي تسيطر عليها قوات النظام السوري فيه، ومنعت حركة سير المدنيين والسيارات إليها، بالتزامن مع إعلانها فرض سيطرتها على فرن “البعث” في مدينة القامشلي، والذي يزود أفرع النظام الأمنية و فوج طرطب العسكري بمادة الخبز، مع طردها جميع العاملين فيه عقب حصار استمر يومين.
وجاءت عمليات الإغلاق في محافظة الحسكة، عقب قيام قوات النظام بتشديد الحصار على حيي الشيخ مقصود والأشرفية في محافظة حلب، مانعةً دخول الشاحنات المحملة بالطحين والمواد الغذائية والسلع التجارية الضرورية إلى السكان، منذ الـ 15 من شهر آذار الماضي، ما تسبب بارتفاع أسعار هذه المواد بشكل كبير وتضرر الأهالي الذين يعانون أصلاً من ظروف معيشية سيئة.
مصادر خاصة تحدثت عن قيام قوات النظام السوري بتوزيع كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر على حواجزها العسكرية المنتشرة في منطقة المربع الأمني وعند مداخل الأحياء التي تسيطر عليها، بالإضافة إلى تعزيز هذه الحواجز برشاشات مضادة للطائرات من نوع 23 ملم و14.5، كما وضعت 3 قواعد صواريخ مضادة للدبابات على مبنى فرع الأمن العسكري، ومبنى المحافظة وسط المدينة.
وأفادت مصادرنا بأن قوات النظام فرضت حالة التأهب القصوى لجميع عناصرها الموجودين في فوج طرطب وجبل كوكب في محافظة الحسكة، بالإضافة إلى قيامها بالطلب من عناصر ميليشيا الدفاع الوطني في مدينة القامشلي التوجه إلى فرع الأمن العسكري للتزود بالذخيرة، والحصول على تعليمات جديدة حول مواقع التمركز، وذلك تحسباً لاندلاع اشتباكات مع “قوات سوريا الديمقراطية”.
في حين، استقدمت “قسد” تعزيزات عسكرية ضخمة إلى مدينة الحسكة وقامت بزيادة عدد حواجزها العسكرية حول منطقة المربع الأمني وسط المدينة، كما قامت بتكثيف دورياتها العسكرية داخل الأحياء التي تسيطر عليها خوفاً من أي عمليات تخريبية قد تقوم بها الخلايا التابعة للنظام المتواجدة فيها.
التوتر الذي تعيشه مدينة الحسكة أثر بشكل كبير على حركة دخول البضائع والسلع التجارية والغذائية إلى الأحياء الواقعة تحت سيطرة النظام، بالإضافة إلى توقف دخول مادة الخبز إليها عقب قيام “قسد” بمنع دخول الطحين إلى مخبز “المساكن” الذي يزود معظم سكان هذه الأحياء بالخبز.
“أم خالد”، من أهالي مدينة ديرالزور ومقيمة في الأحياء الواقعة تحت سيطرة النظام بمدينة الحسكة، أشارت إلى “فقدان معظم البضائع والسلع الغذائية من المحلات التجارية في منطقتهم، وذلك بسبب منع قسد دخول هذه البضائع، رداً على الحصار الذي يفرضه النظام على أحياء الشيخ مقصود والأشرفية بحلب”، على حد قولها.
وقالت السيدة في حديث خاص لمنصة SY24، إن “النظام يحاصر قسد بحلب والأخيرة تحاصره في الحسكة، والمتضرر الوحيد بهذا الحصار هو المواطن السوري، الذي بات يعاني الأمرين من الوضع المعيشي السيئ في هذه المناطق، والتي قد تشهد حرباً أخرى كما حصل العام الماضي”.
وأضافت السيدة، أن “أهالي هذه الأحياء يعانون من ظروف معيشية صعبة في ظل الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية وضعف القدرة الشرائية لهم، ومع هذا الحصار فإن الأسعار قد حلقت بشكل كبير وأصبح المواطن غير قادر على شراء ما يسد به رمقه”.
يشار إلى أن مدينة الحسكة تشهد توترات ومواجهات مستمرة بين قوات النظام التي تسيطر على أحياء وسط المدينة، و “قوات سوريا الديمقراطية” التي تسيطر على باقي أحيائها، ما تسبب بوقوع خسائر كبيرة بصفوف الطرفين، نتيجة اندلاع اشتباكات مسلحة بينهما، إضافةً إلى الخسائر البشرية في صفوف المدنيين.