فتاة سورية تضع بصمتها في كل مكان تذهب إليه.. ما قصتها؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

“على الرغم من محاولاتي الحثيثة لترك الدراسة، إلا أني تخرجت من معهد الفنون النسوية بحصولي على المركز الأول، وأكملت تعليمي بعد ذلك”، بهذه الكلمات بدأت الفنانة التشكيلية والرسامة السورية “هديل عبد السلام” حديثها مع منصة SY24.

“هديل” فنانة عشرينية من مدينة دمشق، لا زالت تضع بصمتها في كل مكان تذهب إليه، على الرغم من تعرضها لخطأ طبي أفقدها القدرة على المشي منذ نعومة أظفارها، معتبرةً أن ذلك الخطأ كان الحافز الأساسي لها للبدء بالرسم.

تقول “هديل”: “تعرضت لوعكة صحية قاسية اضطرتني لإجراء عملية وأنا طفلة صغيرة جداً، لكنها تسببت بإصابة النخاع الشوكي، الأمر الذي أنهى قدرتي على المشي”.

وأجرت “هديل” بعد هذا الخطأ أكثر من 20 عملية جراحية في محاولة من الأطباء إعادة قدرتها على السير، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل، ما أجبرها على الجلوس على كرسي متحرك طوال هذه السنين، ليرافقها في رحلة نجاحها، ليلمع اسمها في الوسط الثقافي والفني، بعد تعريفها بأنها “الرسامة الشابة التي استطاعت بإبداعها الوصول إلى العالمية”.

 

حيث شاركت الفنانة في عدد كبير من المعارض داخل سوريا وخارجها، كان أبرزها مهرجان الرسم الذي دعاها إليه حاكم إمارة دبي “محمد بن راشد آل مكتوم”، حيث حصدت فيه المركز الأول، لتبدأ مشاركاتها الفنية في عدد من المعارض في دبي والشارقة ومعرض صحرا 2009، وحصدت فيه المعارض على المراكز الأولى.

توفي والد “هديل” الذي كان يقدم لها دعماً كبيراً في مسيرتها الفنية، إلا أنها أكملت مسيرتها الفنية بعد أن أوصاها والدها بذلك، لتسافر للمشاركة في مهرجان للرسم بمدينة “ميلانو” الإيطالية في بداية عام 2011 وتحصل على مركز متقدم هناك.

تقول “هديل” في حديثها لمنصة SY24: “حاولت أن أثبت لنفسي أنني قادرة على النجاح، ثم أثبت للعالم أن إعاقتي لا تعني لي شيء لذا قررت إكمال مسيرتي”.

وكحال بقية السوريين تعرضت “هديل” لضربات موجعة مع بداية الثورة السورية، بعد أن فقدت منزلها في دمشق بقصف لقوات النظام السوري، ما تسبب بضياع قسم كبير من لوحاتها والجوائز التي حصلت عليها أثناء مشاركتها في المعارض، لتنتقل بعدها إلى مدينة الرقة برفقة زوجها وطفليها، وتكمل فيها مسيرتها الفنية وتتعرف على أهل المدينة وطبيعتها الساحرة، التي حركت فيها أنامل الإبداع، لترسم عشرات اللوحات التي تحاكي طبيعة الرقة ونهر الفرات الذي يمر بها.

والآن باتت “هديل” تحلم أن تغادر لوحاتها جدران منزلها الصغير في مدينة الرقة، وتسافر مرة أخرى عبر الحدود لتنقل رسائل المحبة والجمال لكل أصقاع العالم، مبديةً أملها في افتتاح معرضها الخاص بها لتعرض فيه لوحاتها، ولوحات الفنانين الذين يريدون المشاركة معها من اصحاب الهمم لتقدم لهم دعماً معنوياً.

مقالات ذات صلة