ذكرت مصادر محلية في مدينة ديرالزور، أن شاباً توفي داخل مستشفى “السلوم” الخاص وسط مدينة ديرالزور، وذلك نتيجة خطأ طبي تعرض له أثناء تلقيه العلاج داخله، في الوقت الذي اتهم فيه ذوو الضحية الكادر الطبي والقائمين على المستشفى بالإهمال أثناء علاج ابنهم.
المصادر ذاتها تحدثت عن رفض إدارة المشفى تحمل مسؤولية وفاة أحد المرضى داخله، مطالبةً ذويه بدفع تكاليف علاجه والتي تصل إلى حوالي 350 ألف ليرة سورية قبل أن تقوم بتسليم جثته إليهم، مهددةً إياهم بالسجن في حال رفضهم، وسط دعوات من أهالي المدينة لمقاطعة المشفى الذي تسيطر عليه الميليشيات الإيرانية بشكل مباشر.
إذ يعد مستشفى “السلوم” الخاص أحد المشافي التابعة لقيادة ميليشيا الحرس الثوري الإيراني في مدينة ديرالزور، وذلك بعد استيلاء مديرية أوقاف المدينة عليه من صاحبه الأساسي الدكتور المرحوم نوري السعيد بسبب مواقفه الداعمة للثورة السورية، وتقديمه للمدعو وضاح السلوم أحد أبرز الاذرع الايرانية في المدينة مع ثلاثة أطباء آخرين، مقابل أكثر من 3 مليار سورية كقيمة أولية لعقد الاستثمار المبرم مع الأوقاف.
حيث أعلنت إدارة مشفى “السلوم” عن تقديمها العلاج لـ 1000 مريض من أبناء المدينة بالمجان، وذلك ضمن المنحة المقدمة من المركز الثقافي الإيراني بشكل سنوي، غير أن أهالي المدينة أشاروا إلى أن هذه المنحة خصصت لعائلات قتلى وجرحى الميليشيات الإيرانية فقط، وأيضاً للعائلات التي اعتنق أبنائها المذهب الشيعي مؤخراً في المدينة.
في الوقت الذي أشار فيه أهالي المدينة إلى أن الكادر الطبي الموجود في مشفى “السلوم” غير مؤهل لتقديم الرعاية الصحية للمواطنين، مؤكدين أن معظم هذا الكادر تم تخريجهم من جامعة “الفرات” المحلية بالواسطة، في ظل النقص الحاد للأطباء في المدينة مع هروب معظمهم إلى خارجها نتيجة المضايقات التي يتعرضون لها من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري ومن عناصر وقادة الميليشيات الموالية لها.
“هبة عبد القادر”، إحدى سكان حي الجورة بمدينة ديرالزور، تحدثت عن “تعرض ابنتها لخطأ طبي أثناء علاجها في أحد مشافي المدينة الخاصة، والتي تدار من طرف الميليشيات الإيرانية أو أشخاص مقربين منها، ما تسبب بفقدانها القدرة على تحريك يدها اليسرى وضعف في القدم اليسرى، وعدم قيام إدارة المشفى الاعتراف بهذا الخطأ”، على حد قولها.
وقالت السيدة هبة في حديثها لمنصة SY24: “معظم المشافي والمراكز الصحية الخاصة في المدينة أصبحت تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية أو على الأقل لها أسهم فيها، وذلك لإجبار الأهالي على العلاج فيها، وخصوصاً أن المشافي الحكومية غير قادرة على معالجة المرضى لعدم وجود معدات أو كادر طبي أو حتى أدوية الإسعاف الأولي”.
وأضافت: “ظاهرة الأخطاء الطبية أصبحت ظاهرة عادية جداً في مشافي المدينة وخصوصاً الإيرانية منها، لأن الأطباء الموجودين في المشافي تخرجوا بالواسطة من الجامعات الحكومية والخاصة، مع خروج الأطباء القدامى إلى دمشق أو حلب أو إلى خارج مناطق سيطرة النظام، خوفاً على أنفسهم وعلى أبنائهم”.
وأوضحت أن “إدارة مشفى الأسد الحكومية قامت بتعطيل جهاز الرنين المغناطيسي الموجود لديها ومنعت جميع المحاولات لإصلاحه، وذلك لإجبار المرضى على الذهاب إلى مشفى السلوم للحصول على صور الرنين المغناطيسي من الجهاز الوحيد في المدينة والذي تم إحضاره من طهران عبر المدعو عبدالرحمن مهجع”.
والجدير بالذكر، أن إدارة الأوقاف في المدينة استولت على مشفى النور الخاص، والذي تعود ملكيته للدكتور المرحوم نوري السعيد، وذلك بسبب مواقفه الداعمة للثورة السورية وقيامه بعلاج جرحى المظاهرات والعمليات العسكرية في مدينة دير الزور بالمجان داخله، وأيضاً علاج أبناء ريف المدينة داخل مشفى السعيد الذي يملكه في مدينة الميادين، إبان فترة سيطرة المعارضة السورية على معظم أجزاء المحافظة قبيل دخول تنظيم داعش إليها في نهاية عام 2014.