أجمعت عدة مصادر ميدانية ومحلية مطلعة على تراجع الدور العسكري لروسيا في سوريا، وذلك بسبب انشغالها في حربها التي تشنها على أوكرانيا منذ أكثر من شهر ونصف تقريباً.
وكانت البداية من تعامل الروس مع الجهات العسكرية التي تدعمها في سوريا وعلى رأسها “الفيلق الخامس”، حيث تم مؤخراً تخفيض رواتب عناصر الفيلق من 200 إلى 100 دولار شهرياً، ما دفع ببعض العناصر للفرار بسبب هذا التخفيض، حيث تم تخفيض الرواتب لجميع التشكيلات التابعة للفيلق في عموم سوريا.
وأكد بعض الضباط، حسب ما تابعت منصة SY24، أن التخفيض جاء بقرار روسي، ويرتبط بتخفيض النفقات بعد غزو أوكرانيا في منتصف شهر شباط الماضي.
ومن بعد ذلك حاول الروس التوجّه صوب “اللواء الثامن” في المنطقة الجنوبية أيضاً، وإغرائه بالامتيازات المادية وغيرها، من أجل إقناعه بإرسال مقاتلين من صفوفه للمشاركة في الحرب الروسية على أوكرانيا، لكنّ قيادة اللواء رفضت العرض، علماً أن الدعم المادي الروسي مقطوع عن عناصر هذا اللواء منذ نحو عام تقريبا، إضافة إلى أن تبعية اللواء الثامن في المنطقة الجنوبية أصبحت لشعبة المخابرات العسكرية التابعة للنظام السوري.
بالمقابل، تعمل إيران وميليشياتها في سوريا، وحسب مصادرنا، على استغلال انشغال روسيا بغزوها لأوكرانيا ومحاولة التمدد وبسط سيطرتها في مناطق تعتبر من ضمن النفوذ والتواجد الروسي في مناطق متفرقة من سوريا.
وأكدت مصادرنا أن الميليشيات الإيرانية استولت على عدد من منازل المدنيين في مدينتي تدمر والسخنة شرق مدينة حمص، بعد إجبار قاطنيها على إخلائها والخروج منها، بقوة السلاح، كما استولت كذلك على أكثر من 300 منزل في مدينة الميادين والقرى والبلدات المحيطة بها، بالإضافة إلى استيلائها على عدد كبير من المزارع والأراضي الزراعية والمحال التجارية والمصانع.
وتعقيباً على موضوع تراجع الدور العسكري الروسي في سوريا، قال القيادي في المعارضة العسكرية السورية، العقيد الطيار “مصطفى بكور” لمنصة SY24، إن “كل التحليلات عن تراجع الدور الروسي في سوريا تأتي في إطار الأخبار التي تتوارد عن انسحابات للقوات الروسية من مناطق متعددة وتسليمها للإيرانيين، إضافة إلى مغادرة عدد من طائرات القيادة والإنذار المبكر الاستطلاع الكبيرة لقاعدة حميميم”.
وأضاف موضحاً أن “هناك انسحابات من تدمر ومهين وحلب وحماه، ورفع الغطاء الروسي عن اللواء الثامن بدرعا الذي شكله الروس من عناصر المصالحات، ومغادرة أكثرية القادة الكبار للجيش الروسي والطيارين الروس من سوريا وتوجههم إلى اوكرانيا ومنهم من قُتل هناك”.
مصادر ميدانية من الشمال السوري ذكرت لمنصة SY24، أن “تراجع الدور العسكري الروسي في سوريا هو نسبي، لكن يبدو أن العمليات العسكرية ضعيفة نتيجة التفاهمات بين الأطراف الرئيسية اللاعبة في سوريا”.
وأشارت إلى أن العمل العسكري الروسي يتركز اليوم فقط في البادية السورية، ويمكن القول أن هناك عمل يومي ببضع طائرات فقط، حسب تعبيرهم.
من جانبه، أوضح “مضر الأسعد” المتحدث باسم مجلس القبائل والعشائر السورية لمنصة SY24، أن “المواقع التي تمت ملاحظة تراجع الدور العسكري لروسيا منها هي: منطقة الجزيرة والفرات والبادية السورية والبادية الشامية، وتم أيضاً تخفيض سلاح الجو في قاعدة حميميم، وتخفيض عدد قواتها في دمشق وجنوبي دمشق، وأيضاً في الساحل السوري”.
وقال “الأسعد”: إن “الدور الروسي في سوريا شبه انتهى، وهي ستقوم بتسليم الملف إلى دولة إقليمية لم تحدد بعد، والتي تسعى أن تكون دولة كبرى”.
واعتبر أن هناك وحسب ما يتم الحديث عنه خلف الكواليس “اتفاق أمريكي روسي مع بعض الدول المؤثرة بالملف السوري، حيث ستقوم روسيا بسحب قواتها ولن يكون لها أي ثقل أمني أو عسكري أو سياسي في سوريا بعد ذلك، وهذا الأمر جعل روسيا تُسلم نظام الأسد لعهدة هذه الدولة الإقليمية من أجل حمايته والمحافظة عليه، مع طرح مشاريع سياسية أخرى لإيجاد حل في سوريا يُرضي الجميع حسب رأي تلك الدول التي تخطط لهذه المشاريع القادمة”.
ومنتصف نيسان/أبريل الجاري، قالت مصادر محلية إن روسيا خفّضت رواتب عناصر “الفيلق الخامس” الذي تدعمه وينشط في الجنوب السوري من 200 إلى 100 دولار شهرياً.
ومطلع آذار الماضي، أكد مصدر حقوقي أن روسيا تعتزم نقل عناصر تتبع لميليشيا “الدفاع الوطني” التي يتزعمها المدعو “نبال العبد الله” في ريف حماة، للقتال إلى جانبها في حربها على أوكرانيا.
وقال المصدر الحقوقي لمنصة SY24، إن “الروس نقلوا في البداية مرتزقة فاغنر الروسية من سوريا للقتال في أوكرانيا، إضافة للمعلومات الواردة عن تجنيد شبان من محافظة السويداء للقتال في أوكرانيا، وفي المرحلة الثانية سيقومون بنقل مرتزقة نابل العبد الله للقتال هناك”.
وأكدت مصادر خاصة لمنصة SY24، أن روسيا والأذرع الأمنية والعسكرية المساندة لها في سوريا، بدأت عمليات تجنيد شباب سوريين من مناطق النظام للقتال إلى جانبها في أوكرانيا.