استأنف تنظيم داعش هجماته ضد “قوات سوريا الديمقراطية” والمتعاونين معها في مختلف مناطق سيطرتها شمال شرق سوريا، وذلك ضمن ما أسماها التنظيم بـ “غزوة الثأر للشيخين”، والتي أعلن خلالها أنه سيقوم باستهداف كل من تعاون مع التحالف الدولي والولايات المتحدة الأمريكية في قتل زعيم التنظيم السابق “أبو إبراهيم القرشي” والمتحدث الرسمي باسمه “أبو الحسن المهاجر”.
إذ تبنت المعرفات الرسمية التابعة لداعش عدة هجمات مسلحة قام بها عناصره في قرى وبلدات ريف ديرالزور، وأيضاً في قرى ريف الرقة الجنوبي وفي ريف الحسكة الشرقي، ما تسبب بوقوع عددٍ من القتلى والجرحى بصفوف عناصر “قسد”، وأيضاً بين صفوف المدنيين المتعاونين معها أو العاملين ضمن المؤسسات التي تديرها “الإدارة الذاتية”، الجهة المدنية التي تدير شمال شرق سوريا.
حيث كمن عناصر من تنظيم داعش لسيارة عسكرية تابعة لقوات “الأسايش” على طريق الخرافي الواصل بين ديرالزور والحسكة وهاجموها بالأسلحة الرشاشة وقذائف “الآر بي جي”، ما تسبب باحتراقها بالكامل ومقتل عنصرين وإصابة الباقي بجروح متفاوتة، نقلوا على إثرها إلى مشافي مدينة الحسكة لتلقي العلاج.
في الوقت الذي فجر فيه عناصر من داعش عدة عبوات ناسفة برتل عسكري تابع ل”قسد” بالقرب من قرية “الوحيد” بريف ديرالزور الشمالي، ما أدى إلى إعطاب سيارة دفع رباعي وإصابة عدد من العناصر بجروح.
وفي بلدة ذيبان بريف ديرالزور الشرقي هاجم عناصر تابعين لداعش بالقذائف الصاروخية مقراً عسكرياً تابعاً لـ”مجلس ديرالزور العسكري” في حي “اللطوة” وسط البلدة، ما تسبب باحتراق أجزاء من المقر وسط إطلاق نار كثيف من عناصر المجلس، وبعدها بساعات هاجمت مجموعة أخرى من داعش بالأسلحة الرشاشة سيارة عسكرية تابعة لـ”قسد” عند مدخل البلدة موقعةً قتيل وعدد من الإصابات.
وفي ريف الحسكة الشرقي، تبنت المعرفات التابعة لتنظيم داعش عملية تفجير عبوة ناسفة بسيارة مدنية كانت تقل عناصر تابعين لاستخبارات “قسد”، بالإضافة إلى إحدى عناصر “وحدات حماية المرأة” المنضوية تحت عباءة “قسد” جنوب بلدة اليعربية، ما تسبب بتدميرها ومقتل وإصابة من فيها.
وفي هجومٍ هو الأول من نوعه في المنطقة، فجر تنظيم داعش محطة للمحروقات في بلدة زغير بريف ديرالزور الغربي، والمملوكة لزعيم النايف أحد أعضاء “حزب سوريا المستقبل” الموالي لـ”الإدارة الذاتية”، ما تسبب باشتعال النيران في خزانات الوقود واحتراق المحطة بشكل شبه كامل، قبيل تدخل الأهالي وفوج الدفاع المدني للمساعدة في إطفائها.
وتأتي هذه الهجمات وسط حالة من الانفلات الأمني تشهده معظم مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” شمال شرق سوريا، وذلك مع تنامي ظاهرة الاقتتال العشائري والأخذ بالثأر بين أبناء المنطقة، والتي تسببت بمقتل أكثر من 35 شخص خلال الشهر الجاري في حصيلة أولية، وسط دعوات أهلية بضرورة تحكيم العقل وعدم الانجرار وراء الفتن.
في الوقت الذي حذر فيه التنظيم، وعبر منشورات ورقية ورسائل نصية تم إرسالها إلى عدد من شيوخ ووجهاء المنطقة، حذرهم فيها من التعامل مع “قسد” أو الانضمام لأي حزب متعاون معها والعمل ضمن المنظمات الدولية العاملة في المنطقة، متوعدةً المخالفين بالقتل أو إحراق ممتلكاتهم الشخصية، في ظل حالة من الخوف والقلق تسود الأهالي وخصوصاً مع عدم قدرة “قسد” على تأمين الحماية اللازمة لهم.