نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، اليوم الأربعاء، مقطع فيديو وصفته بأنه “الأفظع” منذ بدء الأحداث الدائرة في سوريا عام 2011.
وفي التفاصيل التي تابعتها منصة SY24، يوثق مقطع الفيديو عمليات إعدام جماعية في حي “التضامن” جنوبي العاصمة دمشق على يد أحد عناصر النظام السوري، إضافة إلى توثيق قيام عناصر للنظام بتكويم الجثث فوق بعضها وحرقها.
وعلّقت “الغارديان” على مقطع الفيديو بأنه “قصة جريمة حرب قام بها أحد أشهر الأفرع التابعة للنظام السوري، الفرع 227 (يعرف بفرع المنطقة) من جهاز المخابرات العسكرية”.
وذكرت الصحيفة حسب ما ترجمت منصة SY24، أن “اللقطات التي تم إصدارها حديثًا والتي حصلت عليها صحيفة الغارديان، تُظهر مجزرة تم ارتكابها في الضاحية الجنوبية لدمشق في أبريل 2013 ؛ حيث تم القبض على مجموعات من المدنيين، وقد كانوا معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي، وساروا نحو حفرة الإعدام غير مدركين أنهم على وشك أن يُقتلوا بالرصاص”.
وأضافت أنه “عندما انتهت عمليات القتل ، لقي ما لا يقل عن 41 رجلاً مصرعهم في المقبرة الجماعية في حي التضامن”، مشيرة إلى أن “قتلتهم سكبوا الوقود على رفاتهم وأشعلوها ضاحكين وهم يتسترون على جريمة حرب على بعد عدة أميال من مقر بشار الأسد”.
واعتبرت الصحيفة أن هذه اللقطات المصورة هي “واحدة من أفظع وأكثر مقاطع الفيديو التي يعاقب عليها القانون من الصراع السوري بأكمله، وتعطينا لمحة عن جزء لم يسبق وصفه من الحرب التي استمرت 10 سنوات”.
https://www.youtube.com/watch?v=_J1gqCp6C0s&t=1s
وحول ذلك قال الباحث في الشأن العسكري والسياسي “رشيد حوراني” لمنصة SY24، إن “فرع المنطقة التي ارتكب هذه الجريمة، هو أحد الأفرع الأمنية التابع لإدارة المخابرات العسكرية، وهو من الأفرع التي أوغلت في قمع المظاهرات منذ بدايتها وأوغل بالدم السوري خلال عمليات الاجتياح والاقتحام للبلدات والمدن وخاصة في ريف دمشق وأطرافها الجنوبية والشرقية (القابون والغوطة)”.
وتابع أن “هذا الأمر ليس بجديد عن قوات النظام وهو دليل إضافي عن جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات النظام وأجهزتها الأمنية، إضافة إلى ذلك أن الأدلة القانونية في هذه الفترة تتكاثر سواء أمام المحاكم المختصة أو من خلال نشرها للإعلام”.
وختم بالقول “يبدو أننا أمام مرحلة جديدة تتعلق بمحاكمة النظام وإدانته قانونيا في سبيل تجريمه وإسقاطه، وقد بدأت هذه المرحلة بإشارات من المجتمع الدولي على ما يبدو”.
الجدير ذكره ونهاية آذار الماضي، طالب “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان”، المجتمع الدولي إلى محاسبة النظام السوري وكل المتورطين معه على ضوء الكشف عن مقابر جماعية جديدة تضم رفات آلاف الأشخاص الذين قضوا على يد هذا النظام.
وقبل أيام، كشف الناشط “عمر الشغري” والمعتقل السابق في سجون النظام السوري، عن شهادة يدليها الشخص الذي شارك في حفر المقابر الجماعية السرية للنظام.
وفي وقت سابق من العام الجاري 2022، كشف “حفار القبور”، عن “دفنه جثثًا كانت تأتيه من الفروع الأمنية التابعة للنظام السوري”، مبينًا أنه “قد بدأ عمله من آذار 2011 واستمر فيه حتى تشرين الأول 2018، وأكد أن الجثث التي كانت تصله في بداية الأمر لم يكن يعرف أنها لأشخاص قضوا خلال التعذيب.