أعلنت إدارة مخيم الهول للنازحين أنها باشرت بتركيب أعمدة إنارة كهربائية مزودة بألواح طاقة شمسية في كافة أرجاء المخيم، وذلك بعد حصولها على دعم مادي ولوجستي من قبل الأمم المتحدة وبعض المنظمات الدولية العاملة فيه، بهدف إضاءة المخيم بشكل كامل والحد من الهجمات المسلحة التي تستهدف عناصر الحراسة والنازحين في آن واحد.
عملية تركيب الإنارة لمخيم الهول مستمرة على الرغم من قيام عدد من الأشخاص الملثمين بإرسال تهديدات مباشرة إلى موظفي المنظمات الدولية المسؤولة عن هذا المشروع، مطالبين بضرورة إيقاف العمل فيه بأسرع وقت حفاظاً على حياتهم، ناهيك عن تهديدهم بإتلاف جميع الأعمدة التي تم تركيبها في وقت سابق من هذا الأسبوع.
مصادر خاصة تحدثت لمنصة SY24 عن وجود ثلاثة أطراف غير راضية عن مشروع إنارة مخيم الهول للنازحين بألواح الطاقة الشمسية، كون هذا المشروع سوف يضر بمصالح هذه الأطراف التي تستغل انعدام الرؤية الليلية داخل المخيم في تنفيذ أجنداتها المختلفة وتحقيق مكاسب مادية أو معنوية.
حيث ذكرت هذه المصادر أن أحد أكبر المتضررين من وراء مشروع إنارة مخيم الهول هي خلايا تنظيم داعش التي تنشط فيه، وذلك لأن هذا المشروع سوف يحد من قدرتها على تنفيذ هجماتها المسلحة ضد عناصر حراسة المخيم وضد النازحين المتعاونين مع إدارته، ناهيك عن عدم تمكنهم من الاختباء بعد تنفيذهم أي هجوم مسلح أو عملية اغتيال، بالذات مع إعلان التحالف الدولي عن نيته إرسال كاميرات حرارية وكاميرات تصوير ليلي إلى المخيم.
المصادر ذاتها أشارت إلى أن الطرف الثاني المتضرر من هذا المشروع هم بعض عناصر الحراسة في المخيم، والذي يعملون على تهريب الممنوعات إلى داخل المخيم والتي تشمل المخدرات والمشروبات الكحولية وبعض أنواع الأدوية غير المتواجدة في صيدليات المخيم، ناهيك عن تهريبهم شرائح اتصال وأجهزة هواتف محمولة يتم بيعها إلى الأهالي بالتعاون مع بعض النازحين.
في حين نوهت هذه المصادر إلى أن المشروع يعيق العاملين على تهريب عائلات عناصر تنظيم الأجانب إلى خارج المخيم مقابل مبالغ مالية ضخمة تصل إلى 10 آلاف دولار لكل شخص، يتم دفعها لهم بعد خروجهم وصولهم إلى وجهتهم.
وأعرب معظم سكان مخيم الهول عن تأييدهم لهذا المشروع، معتبرين أنه خطوة أولى في الطريق إلى تأمين بعض الخدمات الأساسية المفقودة في المخيم منذ مدة طويلة، بالإضافة إلى أنه سوف يمكنهم من الاستغناء عن وسائل الإنارة البدائية، والتي تسببت بحدوث حرائق كثيرة في خيام النازحين نتج عنها مقتل العشرات منهم على مدار السنوات الماضية.
