فجَّر عناصر تابعين لتنظيم داعش عبوة ناسفة بسيارة عسكرية تابعة لـ” قوات سوريا الديمقراطية”، على طريق “حاوي الحصان” بريف ديرالزور الغربي ما تسبب بتدميرها ومقتل وإصابة من فيها، في عملية جديدة ضمن ما أسماها التنظيم ب” غزوة الثأر للشيخين”، والتي أطلقها منتصف الشهر الجاري عقب تسجيل صوتي للمتحدث الجديد باسمه المدعو “أبو عمر المهاجر”، لتضاف إلى بقية العمليات والهجمات التي شنها التنظيم خلال الفترة الماضية.
حيث أعلنت المعرفات الإعلامية الرسمية التابعة لتنظيم داعش أن عدد العمليات التي نفذها عناصر التنظيم في مناطق سيطرة قوات “قسد” شمال شرق سوريا، تجاوز حاجز الـ 30 عملية خلال أقل من شهر واحد، بمعدل عملية واحدة كل يوم، والتي تسببت بمقتل وإصابة قرابة 200 شخص اتهمهم التنظيم بالانتساب لقوات “قسد” أو التعاون معها، بالإضافة إلى اتهامه بعض ضحاياه بمخالفة تعاليم التنظيم وقرارته وغيرها من التهم الجاهزة.
حيث استطاع عناصر التنظيم استغلال حالة الانفلات الأمني الكبيرة التي تعيشها معظم المدن والبلدات التي تديرها “الإدارة الذاتية” شمال شرق سوريا، إضافةً إلى ارتفاع وتيرة الاحتجاجات الشعبية للأهالي بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي يعانون منها، ناهيك عن السياسة التي تتبعها “قسد” في المنطقة وخصوصاً في ريف ديرالزور، الأمر الذي أضعف موقف “قسد” في المنطقة وجعلها هدفاً سهلاً لعناصر التنظيم.
مصادر مطلعة أوضحت أن اتساع فارق الخبرة بين عناصر تنظيم داعش وبين عناصر “قوات سوريا الديمقراطية” المتواجدين في المنطقة وانعدام خبرتهم القتالية، خصوصاً المجندين قسراً في صفوفها، إذ تسبب ذلك بمقتل عدد كبير منهم في الهجمات التي شنها عناصر التنظيم، ناهيك عن عنصر المفاجأة التي تتسم بها معظم هذه الهجمات.
المصادر ذاتها أشارت إلى تغيير عناصر تنظيم داعش طريقة شن هجماتهم ضد “قسد” في المنطقة، والتي كانت محصورة بعمليات الاغتيال وزرع العبوات الناسفة ومهاجمة الدوريات على الطرقات العامة، لينتقل عناصر التنظيم إلى شن هجمات مباشرة ضد مقراتها العسكرية، وخصوصاً في بلدات ريف ديرالزور الشرقي التي شهدت اشتباكات عنيفة في أكثر من مناسبة.
في الوقت التي نوهت فيه هذه المصادر إلى أن الإحصائيات التي نشرتها المعرفات الإعلامية التابعة لتنظيم داعش، لم تضم العمليات والهجمات المسلحة التي طالت عناصر “الأسايش” وموظفي المنظمات الدولية والمدنيين في مخيم الهول للنازحين، والذي شهد خلال الأيام الماضية، عدد من جرائم القتل التي يقف وراء معظمها خلايا التنظيم النشطة فيه، حيث ذهب ضحية هذه الهجمات أكثر من 20 سيدة وعدد من عناصر حراسة المخيم وموظف في إحدى المنظمات الدولية، في إحصائية غير رسمية، منذ منتصف شهر نيسان المنصرم.
يشار إلى أن مناطق شمال شرق سوريا، تشهد منذ إعلان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية القضاء بشكل كامل على تنظيم داعش في بداية عام 2019، عمليات عسكرية وهجمات مسلحة تقوم بها خلايا التنظيم التي تنشط في المنطقة، والتي تسببت بمقتل المئات من عناصر “قسد” والموظفين في مؤسسات “الإدارة الذاتية” والمدنيين من أبناء المنطقة خلال السنوات الماضية.