شهدت محافظة درعا جنوبي سوريا أحداثاً أمنية غير مسبوقة، كان عنوانها الأبرز اندلاع مواجهات بين “اللواء الثامن” وخلية اغتيالات تنشط في ريف المحافظة الشرقي، أسفرت عن مقتل عدد من أفراد الخلية.
وأفاد مراسلنا في المنطقة بأن “خلية الاغتيالات” تشرف عليها المخابرات الجوية التابعة للنظام السوري، إضافة إلى عناصر مدعومين من ميليشيا “حزب الله” اللبناني، هدفها رصد تحركات قيادات “اللواء الثامن” واستهدافهم بطرق مختلفة ونسب الاستهداف لمجهولين.
وأوضح مراسلنا تفاصيل الأحداث الأمنية المتلاحقة، وأشار إلى أن “اللواء الثامن” اقتحم موقع الخلية في بلدة “صيدا” واشتبك مع أفرادها وتم اعتقال قائد الخلية وقتل آخرين.
وحسب مراسلنا فقد تم تشكيل خلية اغتيالات في بلدة “صيدا” تتبع للمخابرات الجوية بقيادة كل من: بدر شعابين، ويزن المشور، والمساعد في فرع المخابرات الجوية المدعو أبو وائل، والذي يعتبر منسق ملف الاغتيالات الذي تشرف عليه المخابرات الجوية في المنطقة، ومسؤول عن حاجز مدخل مدينة درعا.
وتتألف الخلية من نحو 20 شخصاً، منهم 12 شخصاً من بلدة “صيدا” وآخرين من باقي القرى، وجميعهم مرتبطون بشبكة واحدة لرصد قيادة اللواء أثناء تحركاتهم.
وعن الأسباب التي تقف وراء محاولات استهداف “اللواء الثامن” والقيادات والعناصر التابعة له، أوضح مصدر مقرب من اللواء لمنصة SY24، أن من أبرز الأسباب “عدم مشاركة اللواء الثامن في الحرب الأوكرانية، ورفضه المشاركة في معارك البادية الدائرة في الوقت الحالي، بسبب مشاركة الميليشيات الإيرانية إضافة إلى عدم انصياع اللواء لأوامر النظام والروس بما يتعلق بالأعمال العسكرية”.
وفي سياق التطورات، ذكر مراسلنا أنه تم زرع شخصين ضمن المجموعة وهم من المتعاونين مع “اللواء الثامن” يقوم أحدهم بتسجيل الاجتماعات الدائرة بين أفراد هذه الخلية وفي كثير من الأحيان الاتصال على الأشخاص المتعاونين معهم من قيادة اللواء.
وأضاف مراسلنا أنه وأثناء إحدى المكالمات في أحد الاجتماعات في بيت المدعو “بدر الشعابين” تم إلقاء القبض على الشاب “أحمد الشلحة” المتعاون مع اللواء الثامن أثناء التخطيط لعملية اغتيال المدعو “تيسير عبد الحكيم عبدالله” الملقب “أبو ساطور”.
حيث كان من المخطط أنهم سيقومون بالدخول إلى مكان سكنه في الطابق الرابع ودق باب شقته ومن ثم اغتياله على الفور من قبل “بدر الشعابين”، حسب التفاصيل الموجودة عند قيادة “اللواء الثامن”.
وتابع مراسلنا أنه تم التواصل مع المدعو “أبو وائل” المسؤول في المخابرات الجوية عن الخلية على الفور بعد اعتقال الشاب، والذي أبلغهم بتصفيته على الفور أو إرساله إلى مقر فرع المخابرات الجوية في درعا.
وذكر مراسلنا أن الشخص الآخر من الخلية والمتعاون أيضاً مع “اللواء الثامن” أبلغهم بالتفاصيل وأنه سيتم تصفية الشاب أو تسليمه للمخابرات الجوية.
وحسب مصادرنا، تواصلت قيادة اللواء مع والد “بدر الشعابين” قائد الخلية والذي يدعى “أبو نضال” وأخيه “فراس”، وهددت بمحاسبة جميع المتورطين في خلية الاغتيالات في حال تم اغتيال الشاب “أحمد” أو تسليمه للمخابرات الجوية.
وأضاف مراسلنا أن والد وشقيق “بدر” مترأس الخلية توجها إليه لجلب الشاب، لكنّ “بدر الشعابين” بادرهم بإطلاق النار (على والده وشقيقه)، ما أسفر عن إصابتهما بأقدامهما.
وعلى إثر ذلك اقتحم “اللواء الثامن” موقع الخلية واشتبك معها، وأدى ذلك لمقتل “نضال الشعابين” شقيق المدعو “بدر” الذي تم اعتقاله، إضافة إلى إطلاق سراح الشاب “أحمد” المتعاون مع قيادة “اللواء الثامن”، واعتقال جميع أفراد الخلية بالكامل وأخذ الاعترافات منهم.
ولفت مراسلنا إلى أن المدعو “بدر الشعابين” وشقيقه “نضال” وباقي عناصر الخلية هم من عناصر القيادي في ميليشيا “حزب الله” اللبناني، المدعو “عارف الجهماني”، والذي جرى اغتياله قبل فترة وتفكيك المجموعة التي يترأسها.
يشار إلى أن الروس حاولوا، نهاية آذار الماضي، إغراء قيادات “اللواء الثامن” بالامتيازات المادية وغيرها، من أجل إقناعه بإرسال مقاتلين من صفوفه للمشاركة في الحرب الروسية على أوكرانيا، لكنّ قيادة اللواء رفضت العرض، علماً أن الدعم المادي الروسي مقطوع عن عناصر اللواء منذ نحو عام تقريبا، إضافة إلى أن تبعية اللواء الثامن في المنطقة الجنوبية أصبحت لشعبة المخابرات العسكرية التابعة للنظام السوري.
الجدير ذكره، أن روسيا دعمت القيادي السابق في المعارضة “أحمد العودة”، وشكلت اللواء الثامن ضمن الفيلق الخامس الذي يضم آلاف المقاتلين السابقين في المعارضة، وذلك عقب اتفاقية التسوية في تموز عام 2018 في درعا.