أكدت مصادر لبنانية مطلعة أن الانتخابات النيابية “كانت أشبه بعملية تصفية لحلفاء (النظام السوري) في لبنان”، لافتين إلى أن هدفها الحد من النفوذ الإيراني في المنطقة أيضاً.
وذكرت مصادر لبنانية بحسب ما تابعت منصة SY24، أنه “لا يمكن أن تمر مرور الكرام عند المراقبين، خسارة كل من رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي (فرع البناء) أسعد حردان، ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان، ورئيس حزب التوحيد وئام وهاب، ورئيس تيار الكرامة فيصل كرامي، والنائب السابق إيلي الفرزلي، فضلا عن خسارة مرشحين للقومي والديمقراطي وخروج الحزبين من المجلس النيابي”.
ولفتت المصادر اللبنانية إلى أن “الأسماء السابقة الذكر جميعها حليفة لـ (النظام السوري)، وهذا الأمر بالنسبة إلى المراقبين محسوب بدقة، فما جرى أشبه بعمليات تصفية لحلفاء (النظام السوري) في لبنان، في ظل الحديث الذي كثر في الآونة الأخيرة عن عودة سوريا بمباركة سعودية إلى لبنان، وهذا من شأنه أن يحد من النفوذ الايراني، ربطا بأن حزب الله لطالما رغب بحصر علاقة (تحالف 8 آذار ) بدمشق عبره”.
وسخرت المصادر وبطريقة مبطنة من “حزب الله” اللبناني، والذي ادّعى أن “نتائج الانتخابات يمكن ردها لطبيعة القانون الانتخابي ولعبة الحاصل والصوت التفضيلي، وأنه فضّل الخروج من دعم الحلفاء بالأصوات التفضيلية والتركيز على المرشحين الشيعة على وجه التحديد، لأنه لن يسمح أن يدخل الخرق إلى صفوفه الشيعية في أية دائرة من الدوائر”، حسب زعمه.
وأكدت المصادر اللبنانية أنه في ظل الغياب التام لكتلة الحزب السوري القومي الاجتماعي والحزب الديمقراطي اللبناني عن المجلس النيابي، يتم التداول ضمن البيئة المقربة لـ “حزب الله” وبيئة التيار الوطني الحر بكلام مفاده، أن ثلاثة أحزاب انتهت بعد انتخابات 2022 هي القومي والديمقراطي وتيار المستقبل، وهذا يعني وفق المراقبين أن الأحزاب السياسية التي خرجت من التمثيل النيابي تحتاج إلى إجراء مراجعة لأدائها وسياساتها في المرحلة الماضية والخروج من حالة “التبعية”، التي سمحت لـ “حزب الله ” أو سواه أن يضعها دائما في “الجيبة”.
وكان “حزب الله” يسيطر على سبعين مقعداً من إجمالي 128 في البرلمان المنتهية ولايته. ولم يتضح بعد العدد النهائي للمقاعد التي سيجمعها مع حلفائه، لكنه لن يتمكن قطعاً من الوصول إلى 65 مقعداً.
وأظهرت النتائج احتفاظ “حزب الله” وحليفته أمل، الحركة الشيعية التي يتزعّمها رئيس البرلمان المنتهية ولايته نبيه برّي، بكامل المقاعد المخصّصة للطائفة الشيعية (27 مقعداً) في البلاد، بينما خسر حلفاؤهم مقاعد في دوائر عدّة، حسب ما رصدت منصة SY24.
وأمس الثلاثاء، سلّطت مصادر لبنانية إعلامية الضوء من جديد على ملف اللاجئين السوريين، وذلك بالتزامن مع الحراك السياسي والانتخابات النيابية التي تشهدها لبنان.
وأشارت المصادر اللبنانية حسب ما تابعت منصة SY24، إلى أن النظام السوري وميليشيا “حزب الله” اللبناني، لا يريدان عودة السوريين إلى مدنهم وبلداتهم التي تم تهجيرهم منها.
الجدير ذكره، أن ملف اللاجئين السوريين في لبنان يستمر بتصدر اللقاءات التي يجريها الرئيس اللبناني “ميشال عون” مع أطراف دولية وإقليمية وعربية، والذي يواصل مطالبتهم لتلك الأطراف للضغط من أجل إعادة السوريين إلى بلادهم، في حين يرى مراقبون أن هذا الملف لن يتم تداوله على الطاولة بشكل مستمر خاصة بعد الخسارة التي لحقت بحلفاء النظام السوري وداعميه في هذه الانتخابات.