كيف تختفي المساعدات من مستودعات “الهلال الأحمر” في الحسكة؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

أوقفت منظمة الهلال الأحمر التابعة لحكومة النظام السوري توزيع المساعدات والحصص الغذائية المخصصة للعوائل التي تسكن الأحياء الواقعة تحت سيطرتها في مدينة الحسكة شمال شرق سوريا، بحجة “عدم وجود كم كافي من المواد التي تغطي حاجة جميع المواطنين المسجلين لديها داخل مستودعات المنظمة”.

وجاءت عملية إيقاف توزيع المساعدات بعد إعلان إدارة المنظمة عن عدم تمكنها من إدخال أي مساعدات غذائية إلى مدينة الحسكة منذ ثلاثة أشهر، بسبب ما أسمته بـ” الحصار الذي تفرضه قوات سوريا الديمقراطية” عليها، وهو ما نفاه أهالي المنطقة الذين اتهموا المنظمة بـ “الكذب وتلفيق الحجج” من أجل تغطية السرقات التي حدثت خلال الأشهر الأولى من العام الجاري، وكيف تم إفراغ المستودعات وبيع الحصص الغذائية للتجار.

 

وأكدت مصادر خاصة لمنصة SY24 قيام إدارة المنظمة ببيع كميات كبيرة من الزيت والطحين المخصصة للمواطنين إلى عدد من تجار مدينة الحسكة وبأسعار مخفضة جداً، حيث تم نقلها قبل أيام من التوتر الذي شهدته مدينة الحسكة بين قوات النظام وقوات “قسد”، وهو ما تسبب بإفراغ معظم مستودعات المنظمة وعدم توزيع أي حصص غذائية للمواطنين.

 

وذكرت المصادر ذاتها، أن الحصص والمواد الغذائية الموجودة في مستودعات منظمة الهلال الأحمر تم تقاسمها بين إدارة المنظمة والموظفين العاملين فيها، مع إرسال كمية من هذه الحصص إلى مقرات الأجهزة الأمنية وقادة ميليشيا الدفاع الوطني في المدينة، لضمان عدم تدخلهم في أي تحقيق قد يحدث في مستقبل، وأيضاً لمنع المدنيين من الحديث عن وجود فساد ومحسوبية داخل المنظمة.

 

“أم عقبة”، وهي من سكان مدينة الحسكة ومقيمة في الأحياء التي يسيطر عليها النظام، أشارت إلى أنها “لم تتمكن من الحصول على حصة غذائية واحدة منذ أكثر من 6 أشهر، على الرغم من وصول عدة شاحنات تحمل مساعدات غذائية للمواطنين إلى مستودعات منظمة الهلال الأحمر طوال الفترة الماضية”.

 

وقالت السيدة في حديثها لمنصة SY24: إن “الفساد في الهلال الأحمر بالمدينة أصبح بشكل علني وأمام الجميع لعدم وجود من يحاسب هؤلاء الموظفين، كونهم يتقاسمون السرقات مع قادة الأجهزة وبقية مسؤولي النظام في الحسكة، تاركين المواطن يعيش على أمل الحصول على عبوة زيت وكيلو سكر، في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تعاني منها المنطقة”.

 

وأوضحت أن “المحتاج ربما يسرق حصة أو اثنتين لإطعام عائلته أو لتأمين دواء لمريض أو لأي شيء آخر وهذا بالتأكيد ليس مبرر للسرقة، ولكن أن تسرق لبناء فيلا في دمشق أو شراء سيارة فارهة أو إرسال أولادك لأوروبا فهذا غير مقبول أبداً”.

 

وأضافت أن “الأجهزة الأمنية ومدراء المؤسسات وقادة مليشيات الدفاع، جميعهم مرتبطون بعمليات سرقة مستودعات منظمة الهلال الأحمر، التي دخلتها المساعدات بأكثر من 5 شاحنات تم توزيع القليل منها، بينما اختفت بقية الحصص الغذائية في ليلة وضحاها”.

 

يشار إلى أن عدد المدنيين المتواجدين في أحياء مدينة الحسكة التي يسيطر عليها النظام، لا يتجاوز 30 ألف شخص، ويعاني معظمهم من ظروف معيشية صعبة في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية، وعدم وجود فرص عمل مناسبة لهم، وأيضاً بسبب تسلط قوات النظام وميليشيا الدفاع الوطني على المواطنين، ناهيك عن التوتر المستمر الذي تشهده المنطقة بين قوات النظام و”قوات سوريا الديمقراطية”، التي تعمد إلى محاصرة هذه الأحياء بين الحين والآخر.

مقالات ذات صلة