اشتكى أهالي بلدة “رنكوس” في القلمون الغربي بريف دمشق، من أزمة مياه خانقة تعيشها البلدة منذ مدة بلغت ذروتها الشهر الماضي، وفضحت زيف ما صورته عدسة التلفزيون السوري الأسبوع الماضي عن إستقرار أوضاع البلدة وتحسن خدماتها كما روجت.
إذ أكدت مصادر محلية من أبناء البلدة لمراسلتنا، أن المسؤولين صورو البلدة في أحد البرامج التلفزيونية، على أنها تحظى بجميع أنواع الخدمات المحلية، من جميع النواحي ولا تعاني من أي أزمات، بالوقت الذي باتت أزمة المياه تشكل العبء الأكبر على الأهالي.
فيما انتقد عدد من أهالي البلدة، دور المعنيين والمسؤولين عن خدماتها، الذين تقاعسوا عن المطالبة بتحسين واقع المياه وإصلاح الأعطال إن وجدت أو السعي لإيجاد حل لمشكلة المياه الذي يتفاقم يوماً بعد يوم تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة.
منصة SY24 التقت أحد الأهالي، الذي تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، وأكد أن “هناك منازل وحارات لم تصلها المياه منذ أكثر من عشرين يوماً، وتضطر لشراء الصهاريج بأسعار مرتفعة جداً، وصلت لـ 15 الف ليرة سورية، تكلفة خمسة براميل وهي كمية لا تكف العائلة خمسة أيام فقط”.
فيما يقف عشرات الأهالي أمام سبيل المياه الوحيد في البلدة ، بانتظار دورهم لملئ ما حملوه من أوعية بمياه الشرب، بعد عجزهم عن شراء المياه من الصهاريج الموجودة في المنطقة.
وهناك قسم آخر منهم ينقل المياه بالبراميل وأوعية أخرى، محملة داخل صناديق السيارات، إلى منزله ويكرر العملية بشكل يومي تقريباً، وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة استهلاك المياه في الصيف.
وفي سياق متصل، تعيش بلدة “عسال الورد” في القلمون الغربي أيضاً، وضعاً مشابهاً من ناحية شح المياه، وقد ضاق الأهالي ذرعاً من الانقطاع الحاصل في إيصال المياه إلى المنازل والتي لا تأتي إلا مرة واحدة كل عشرين يوماً وأحياناً شهر تقريباً.
تعد بلدات ومناطق القلمون بشكل عام، غنية بالمياه الجوفية، كونها مناطق جبلية تبقى فيها الثلوج لوقت متأخر من الصيف، ثم تذوب وتخزن كلها في باطن الأرض، ولم يحصل يوماً أن يعطش أهالي تلك المناطق وهم يقبعون تحت بحر من المياه الجوفية حسب قولهم.
ذات المصادر أكدت لمراسلتنا، أنه يوجد في بلدة رنكوس لوحدها، سبعة آبار جوفية مخصصة لضخ مياه الشرب أسبوعياً بشكل دوري لجميع أحياء البلدة، وكانت تكفيهم سابقاً، غير أن إهمال النظام للوضع الخدمي، جعله لا يبالي بالشكاوى والمناشدات التي تُقدم إلى المعنيين بالأمر، لتحسين وضع المياه، تاركاً البلدة تعاني مرارة العطش وصعوبة الحصول على المياه وتكلف إضافي لثمن صهاريج المياه.
هذا ما أكده أحد سكان البلدة بقوله: “لا توجد متابعة جادة من قبل مؤسسة المياه، رغم كثرة الشكاوى التي تصل إليها، كما أن كمية المازوت المقدمة لتشغيل مولدة الكهرباء الكبيرة قليلة جداً لا تكفِ عدة أيام، حيث تحتاج المولدة الكهربائية 80 لتر مازوت بالساعة، ووقت طويل لملئ الخزان الرئيسي”.
وكانت منصة SY24 قد سلطت الضوء سابقاً في تقريرها على أزمة المياه في البلدة، وذكرت حينها أن الأهالي قاموا بمبادرات فردية لجمع أموال من المغتربين لشراء معدات وتشغيل الآبار على نفقة الأهالي بعدما فقدوا الأمل بحل المشكلة من قبل المعنيين في حكومة النظام.