باشر عمال بلدية مدينة الرقة مدعومين بعناصر من قوى الأمن الداخلي “الأسايش” بإزالة البسطات والمخالفات المنتشرة في الجانب الأيمن من شارع “تل أبيض” وسط المدينة، فيما أبقت على البسطات الموجودة في الجانب الأيسر منه، وذلك بحجة أن “هذه المخالفات تعيق حركة سير المواطنين وتزيد من الازدحام المروري في الشارع المكتظ بالمحلات التجارية والمارة”.
عملية إزالة البسطات من شارع “تل أبيض” لاقت ترحيباً من عدد من المواطنين، الذين اعتبروا أن هذا الأمر ضروري من أجل “تخفيف الازدحام المروري وضبط الحركة وتسهيل عملية مرور السيارات والأهالي”، في الوقت الذي اعتبر فيه أصحاب البسطات المزالة أن “بلدية الرقة حرمتهم من مصدر رزقهم الوحيد، ما سيؤدي الى تفاقم أوضاعهم الاقتصادية أكثر”.
مصادر محلية تحدثت عن نية بلدية الرقة تحويل المكان الذي تم إزالة البسطات منه إلى موقف مأجور للسيارات والدراجات النارية، بغرض تحصيل المزيد من الأموال لصالح البلدية أيضاً لتخفيف معاناة أصحاب السيارات، الذين يضطرون للوقوف في أماكن مخالفة لإيقاف سيارتهم وشراء حاجياتهم من السوق.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن البلدية ستعمل على تحصيل مبلغ 1000 ليرة سورية مقابل كل سيارة تقف في المواقف التي تعمل على تجهيزها في الجانب الأيمن من شارع “تل أبيض”، في الوقت الذي تستعد فيه البلدية، في حال نجح هذا المشروع، لإزالة بقية البسطات من الشارع وتحويل المساحات الفارغة وأماكن تواجد الأبنية المهدمة إلى “مواقف مأجورة للسيارات تعمل لصالحها”.
“عامر المحمد”، أحد سكان مدينة الرقة، ذكر أن “عدد كبير من العائلات تعتمد على هذه البسطات التي أزالتها بلدية الرقة في تأمين قوت يومها، وإزالتها بهذا الشكل دون تعويض المتضررين سيزيد من معاناتهم، مع إصرار البلدية على منعهم من العمل في أي مكان آخر كون ذلك مخالف للقانون”، بحسب قوله.
وقال الشاب في حديثه لمنصة SY24: إنه “تمت إزالة بسطات الفقراء والمحتاجين من أجل تحصيل مبلغ 1000 ليرة سورية من السيارات التي سيقف مكانهم، مع العلم أنهم قادرون على بناء عدد كبير من المواقف المأجورة في المساحات الفارغة الكثيرة الموجودة في المنطقة، وتحصيل ما يشاؤون من السيارات دون الاقتراب من أرزاق الأهالي”.
وأضاف أنه “في حال كان من الضروري إزالة هذه البسطات فمن واجب البلدية تعويض المتضررين وترحيلهم إلى أماكن يسمح لهم بوضع بسطاتهم فيها، وتأمين فرص عمل مناسبة لهؤلاء الباعة وبناء سوق صغير خاص بهم يتم افتتاحه طوال أيام الأسبوع، لضمان عدم تضرر أي عائلة من قرارات البلدية الجائرة بحقهم”.
ويعاني الأهالي في مدينة الرقة من ظروف معيشية صعبة بسبب نسبة الدمار الكبيرة التي لحقت بالمدينة جراء العلميات العسكرية التي شهدتها خلال السنوات السابقة، وعدم إعادة تأهيل معظم المرافق العامة لتأمين الخدمات الأساسية للمواطنين.