شكا سكان مدينة حمص من ارتفاع أسعار إيجارات المنازل إلى مستويات وُصفت بـ “الخيالية”، مطالبين أصحاب العقارات النظر بعين العطف والرأفة إلى كل من ليس لديه قدرة على دفع هذه الإيجارات.
وحسب ما وصل لمنصة SY24، ذكر عدد من أبناء المدينة المتضررين من هذه الإيجارات المرتفعة، أن إيجار المنزل في مدينة حمص يصل اليوم إلى 300 ألف ليرة سورية.
وأضافت المصادر أنه في حال أراد المستأجر تجديد العقد فإن مالك العقار يرفع الإيجار إلى 500 ألف ليرة سورية، الأمر الذي يتسبب بضائقة مادية غير مسبوقة للمستأجر بالتزامن مع قلة فرص العمل وانعدام الدخل.
وتعالت الأصوات منددة باستغلال أصحاب العقارات لحاجة من يريد الاستئجار، مطالبين إياهم “الرأفة والرحمة بأحوال المستأجرين”، ومحذرين إياهم من أي محاولات “استغلال”.
إحدى الحالات من مدينة حمص والتي رصدتها منصة SY24 ذكرت أنها تبحث عن منزل للإيجار منذ عدة أسابيع لكنها تفاجأت أن الإيجارات جميعها تتجاوز الـ 200 ألف ليرة سورية، مشيرة إلى أنه ليس هناك على دفع الإيجار بينما الراتب الشهري لزوجها لا يتجاوز الـ 100 ألف ليرة سورية.
حالة أخرى تم رصدها، أفادت أن إيجار منزلها كان 80 ألف ليرة وعند انتهاء العقد السنوي هددها صاحب المنزل إما بترك المنزل أو دفع 300 ألف ليرة كإيجار جديد، وفي العام الذي بعده رفع مالك العقار إيجار منزله إلى 500 ألف ليرة سورية الأمر الذي أجبرها على ترك المنزل بحثاً عن آخر، مؤكدين أن “المنزل بحاجة لصيانة وترميم ولا يستحق الرقم الذي يطلبه صاحبه”.
وربط آخرون مسألة رفع إيجارات المنازل سواء في مدينة حمص أو غيرها من المحافظات السورية، إلى موجة الغلاء التي تطال كل شيء.
وقال البعض حول هذه النقطة إن “مصروف العائلة الواحدة ارتفع إلى أكثر من مليون ليرة سورية في الشهر الواحد، لذا فإنه من الطبيعي أن يلجأ مالك العقار إلى رفع إيجار منزله مع ارتفاع الأسعار، وحتى لو أصبح إيجار المنزل 500 ألف شهريا فإنها لن تكفيه كمصروف شهري”، لافتين إلى أن بعض مالكي العقارات لا يعتاشون سوى من وراء الإيجارات ولا يوجد مصدر دخل آخر لديهم، حسب تعبيرهم.
ودفعت الظروف الاقتصادية المتردية في مناطق النظام السوري، إلى السخرية مؤخرًا من “الراتب الشهري” الذي يحصل عليه المواطن المقيم في تلك المناطق، معبرين عن تهكمهم بعبارة “لا يصلح للاستخدام سوى مرة واحدة!”.
وعبّر كثيرون عن استيائهم من مسلسل الأزمات الذي لا نهاية له، حسب وصفهم، وقالوا “لم يعد في قلوب الناس أي رحمة، الجميع يريد تعويض ما خسره طيلة عشر سنوات من الحرب السورية بعام واحد فقط”.
يذكر أن مجلة “إيكونوميست” البريطانية ذكرت في تقرير لها صدر في العام 2020، أن الوضع الإنساني في مناطق سيطرة النظام أصبح أسوأ مما كان عليه في ذروة الحرب الدائرة في سوريا، وأدت الحرب إلى إضعاف الاقتصاد.