كشفت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، اليوم الإثنين، عن احتجاز النظام السوري لأحد المتورطين بمجزرة حي “التضامن” أو ما تعرف باسم “حفرة التضامن”، المدعو “أمجد يوسف”، مرجحة أن النظام يحاول إما حمايته أو تصفيته للتخلص منه.
وذكرت الشبكة في تقرير اطلعت منصة SY24 على نسخة منه، أن “أمجد يوسف متورط مع العديد من الجهات في النظام السوري في هذه الجرائم الفظيعة، ويبدو أن هناك خشية من انكشاف مزيد من المتورطين، وفي سبيل ذلك قد يقوم النظام السوري بإخفاء أمجد يوسف مدى الحياة أو قتله وذلك بعد أن اعترف بجرائمه”.
وأضاف التقرير أن “النظام السوري يحتجز المجرم أمجد يوسف الذي أعدم عشرات السوريين واغتصب عشرات النساء في حي التضامن بدمشق، وهو ضابط في قوات الأمن السوري، وتحديداً فرع المنطقة 227 التابع لشعبة المخابرات العسكرية، أثبت تحقيق نشرته (الغارديان) نهاية نيسان الماضي 2022 مسؤوليته عن اعتقال/ اختطاف عشرات السوريين في حي التضامن بدمشق، ثم اقتياد 41 منهم إلى حفرة ورميهم فيها وقتلهم، وقد انتزع التحقيق اعترافاً من أمجد يوسف بهذه الجريمة الفظيعة”.
وقال “فضل عبد الغني” رئيس الشبكة في تصريح لمنصة SY24، إن “النظام احتجز أمجد بعد 4 أيام تقريبا من نشر تحقيق الغارديان، ما يؤكد أن النظام متورط وهذا بحد ذاته يشكل إدانة للنظام”.
وأضاف أن “الجريمة ارتكبت عام 2013، ولولا التحقيق الذي تم نشره لكان أمجد حراً طليقاً، ولكن عقب التحقيق الذي صدر تم اعتقاله ما يعني أن النظام متورط، وبالتالي هناك الآلاف من أمثال أمجد لم يعتقلهم النظام لعدم وجود تحقيقات تفضح انتهاكاتهم”.
وأشار إلى أن “النظام يتعامل بطريقة (مافيوزية)وهو مستعد للتضحية بأي شخص في سبيل بقائه، وعلى استعداد لحماية مرتكبي الانتهاكات إلى حد معين”.
ولفت إلى أن النظام لم يحاسب أي عنصر من عناصر قواته على كل الجرائم التي ارتكبت في سوريا، ولكنّ الأهم أن ما ارتكبه أمجد هو بأمر من النظام ووفق سلسلة هرمية، لذا فإن النظام متورط بكل أركانه بهذه الجريمة”.
وأعربت الشبكة عن مخاوفها على مصير 87 ألف مختفٍ قسرياً من أن يكون مشابهاً لمصير معتقلي حي التضامن، مشيرة إلى أن النظام السوري لا يزال لديه منذ آذار 2011 ما لا يقل عن 131469 معتقلاً بينهم 86792 مختفٍ قسرياً، بينهم 1738 طفلاً و4986 سيدة (أنثى بالغة).
وأكدت أن من قتلهم “أمجد يوسف” ورفاقه لم يعلن النظام السوري عن هويتهم، كما لم يتم إخبار أهلهم بمقتلهم، وقد كانوا في عداد المختفين قسرياً لدى النظام السوري، لكن التحقيق أثبت أنَّ قسماً من المختفين قسرياً تتم تصفيتهم بهذه الأساليب المتوحشة وإحراق جثثهم.
وأضاف التقرير أن النظام السوري استخدم على مدى سنوات الإخفاء القسري بشكل منهجي كأحد أبرز أدوات القمع والإرهاب التي تهدف إلى سحق وإبادة الخصوم السياسيين لمجرد تعبيرهم عن رأيهم، وسخَّر إمكانات الأجهزة الأمنية التي تمتلك عشرات آلاف العناصر، لملاحقة من شارك في الحراك الشعبي واعتقالهم وتعذيبهم وإخفائهم قسرياً.
وأواخر نيسان الماضي، نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، مقطع فيديو وصفته بأنه “الأفظع” منذ بدء الأحداث الدائرة في سوريا عام 2011.
وفي التفاصيل التي تابعتها منصة SY24، يوثق مقطع الفيديو عمليات إعدام جماعية في حي “التضامن” جنوبي العاصمة دمشق على يد أحد عناصر النظام السوري، إضافة إلى توثيق قيام عناصر للنظام بتكويم الجثث فوق بعضها وحرقها.