تزامناً مع بدء موسم قطاف الأشجار المثمرة في القلمون الغربي، قامت عناصر من ميليشيا “حزب الله” اللبناني المسيطرة على المنطقة، بمنع الأهالي والمزارعين من الوصول إلى مزارعهم وقطاف مواسمهم، حسب ما أفاد به مراسلنا هناك.
وأوضح أن كلاً من بلدتي “رأس المعرة” و”فليطة” في القلمون الغربي، شهدتا منع الأهالي والمزارعين من قبل عناصر “الحزب” من الوصول إلى حقولهم أو قطاف موسمها، إلا في حال دفع إتاوات مالية.
وذلك بعد نشر عشرات النقاط العسكرية عند الشريط الحدودي، والطرق الفرعية الواصلة بين البلدتين، مع وضع ثلاثة عناصر مسلحة عند كل نقطة، إذ يتم فرض مبالغ مالية كبيرة على المزارعين في حال أرادوا الدخول إلى مزارعهم.
وأضاف المراسل أن “عدد كبير من المزارعين اضطروا لدفع الأموال من أجل الدخول لأرضهم واستكمال زراعتها، والاعتناء بها، كونها مصدر رزقهم الوحيد، فيما عجز عدد كبير من الدخول بسبب وضعهم المادي المتردي”.
وفي التفاصيل التي نقلها المراسل، أكد أن “عناصر الحزب هددوا المزارعين الذين امتنعوا عن دفع الإتاوات المالية بالاعتقال، في حال تجرؤا ودخلوا أراضيهم أو اقتربوا منها دون دفع الأموال المطلوبة”.
وذلك بعد انتشار عناصر الميليشيا منذ أيام وبشكل مفاجئ حول الأراضي الزراعية، والطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إليها، مما آثار غضب الأهالي وسط حالة من العجز عن مواجهتهم أو المطالبة بحقوقهم وذلك كله أمام مرأى ومسمع قوات النظام.
في حين ماتزال مزارع بلدة “رنكوس” إحدى بلدات القلمون، ممنوعة عن الأهالي أيضاً، في حال أرادوا قضاء الصيف في حقولهم واستثمارها دون تكلف مشقة الوصول إليها من وسط البلدة إلى منطقة السهول والمزارع ودفع مبالغ مالية لوسائط النقل التي تقلهم بشكل شبه اليومي للعناية بأرضهم وقطاف مواسمها.
كما يقوم عناصر “حاجز المشفى” التابع للفرقة الثالثة، المقيم عند مدخل السهول الزراعية منذ ثماني سنوات، بفرض مبالغ مالية على كل سيارة تحمل فاكهة أو خضار للسماح لها بالمرور.
منصة SY24 تواصلت مع “سعيد” اسم مستعار لأحد أهالي البلدة، رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال في حديثه إلينا: إن “معظم الأهالي لم يتمكنوا من استصلاح أرضهم بسبب منع النظام لهم من الإقامة داخل مزارعهم والعمل بها، ما تسبب بخراب مساحات واسعة من الأراضي، وتيبس الأشجار المثمرة كما أدت عمليات التحطيب التي قام بها عناصر النظام منذ سيطرته على المنطقة في 2014 إلى تصحر المنطقة واقتلاع عدد كبير من الأشجار وخسارة الثروة النباتية هناك”.
إذ يعتمد الأهالي في كافة مناطق القلمون على الزراعة ولا سيما الأشجار المثمرة كالتفاح والكرز والمشمش واللوزيات في مصدر دخلهم، غير أنهم خسروا ذلك المصدر بعد بسط النظام سيطرته على المنطقة ومنع الأهالي من الاستفادة منها.