أجبرت التطورات الأخيرة في ملف تهريب المخدرات عبر الحدود الأردنية السورية إلى اتخاذ إجراءات حاسمة من قبل الجانب الأردني لضبط الحدود على الجانبين.
إذ أفاد مراسلنا في المنطقة، عن وصول تعزيزات عسكرية أردنية، من بينها دبابات ومدرعات عسكرية انتشرت على الواجهة الشمالية للأردن، إضافة إلى تسيير دوريات مكثفة مع انتشار واضح للجنود الأردنيين على طول الشريط الحدودي.
مشيراً إلى أنه “جرى اجتماع أمني داخل معبر نصيب، ضم ضباط الارتباط السوريين مع الأردن، وضابط أمن الفوج الثامن من مرتبات حرس الحدود ، وذلك لبحث التطورات الأخيرة بشأن معبر نصيب، ووضع الحدود، كما أغلق الجانب الأردني بوابة الدخول والخروج منه عدة ساعات، فيما تحدثت مصادر مطلعة غير رسمية عن إغلاق المعبر بشكل كامل نهاية الشهر القادم”.
هذه التحركات المفاجئة، جاءت على خلفية افتتاح عدد المنتسبين في صفوف ميليشيا” حزب الله” اللبناني، والداعمين له، المنحدرين من العاصمة دمشق، عدة مكاتب تخليص جمركي وشحن دولي.
يؤكد مراسلنا أن عدد الشاحنات الدولية التي تتعامل معهم قرابة الـ 500 شاحنة تعمل على خطوط نقل ( الأردن- السعودية – الإمارات – مصر – البحرين )، إضافة أنهم يملكون في مدينة عدرا مكاتب تخليص أخرى، وكذلك على الجانب الآخر من الحدود اللبنانية.
إذ يعمد “الحزب” ومن ورائه “إيران” إلى حصر التجارة والشحن عبر مكاتبهم وبأسعار منافسة، كخطوة أولى للسيطرة على أبرز المعابر الدولية في الشرق الأوسط و بالتالي إغراق الدول بالمواد المخدرة وحبوب الكبتاغون.
وفي سياق متصل، نشطت حركة تهريب المخدرات عند الحدود الأردنية بشكل كبير منذ بداية السنة الحالية، الأمر الذي اعتبرته الأردن تهديد لأمنها الوطني وأعلنت أنها في حرب مفتوحة مع المهربين، وتعد الأردن من الدول المستهلكة بشكل كبير لمادة الحشيش والمخدرات تليها والسعودية ودول الخليج ذات الدخل المرتفعة، إذ يصدر إليها حبوب الكبتاغون والترامادول وعدة أنواع أخرى.
وفي التفاصيل التي نقلها المراسل، أوضح أن جميع عمليات تهريب المخدرات انتقلت من أرياف درعا الشرقية والغربية، بسبب تضاريس الصعبة، إلى جنوب وشرق محافظة السويداء، إذ يتلقى المهربون والعابرون للحدود دعماً ومؤازرة نارية كثيفة، من قبل المجموعات التي يعملون ضمنها، كما ساهمت المساحات الصحراوية المفتوحة على مراقبة دوريات حرس الحدود الأردني ومعرفة أماكن الكمائن فيها لتجنبها.
فيما تساعد العشائر الأردنية الموجودة داخل الشريط الحدودي في حماية المهربين، عن طريق اشتباكها مع قوات “حرس الحدود” الأردني، في حال وصل المهربون إلى منطقتهم لحمايتهم، فجميع تجار المخدرات في سوريا تربطهم صلة قرابة بتجار المخدرات في الأردن.
وألقى الجيش السوري على قرابة 22 عنصراً من مهربي المخدرات “العتالة” ينحدرون من عشائر بدو السويداء، أثناء عودتهم إلى الاراضي السورية، كما أعلنت الأردن أنها أحبطت عدة عمليات تهريب مخدرات، كان المهربون قد انطلقوا من نقاط حرس الحدود السوري ثم عادوا إليها.
مادفع المخابرات الأردنية إلى الطلب من عدة قياديين معارضين متواجدون عبر أراضيها بحث ملف قدرتهم على إعادة هيكلة فصائلهم السابقة، التي انهارت عام 2018، ومواجهة التمدد الإيراني، إذ كانت قادرة على ضبط الحدود بشكل واضح، عكس ما آلت إليه الأوضاع بعد سيطرة النظام والميليشيات الإيرانية الداعمة له.
إذ يسيطر على عدة مناطق في الجنوب السوري القياديون السابقون في المعارضة السورية، والذين يعملون تحت مظلة شعبة المخابرات العسكرية “الأمن العسكري” أمثال (أحمد العودة وعماد أبو زريق، ومحمد البردان، و باسم الجلماوي، و مصطفى المسالمة)، ويملكون عناصر خاصة بهم مجهزين بالأسلحة والعتاد، في حين ويسيطر على معبر نصيب الحدودي فرع “الأمن السياسي” مؤخرا خلفاً لـ لأمن العسكري، والمخابرات الجوية، وأمن الدولة،
ويسيطر على المنطقة الحرة المشتركة السورية والاردنية فرع الأمن العسكري 265 وفرع المنطقة 228 في درعا.
مقابل تراجع الدور الروسي في الجنوب بشكل ملحوظ من خلال تقليل عدد الدوريات الروسية التي كانت تتجول في مدن وبلدات المحافظة يومياً، و عدم استقبال الشكاوى كما كان بالسابق، تسعى إيران عبر نفوذها ومجموعاتها بشتى الوسائل للسيطرة على معبر نصيب الحدودي ومحيطه وكسب علاقات مع أشخاص من المناطق الحدودية مع الأردن في ظل توتر الأوضاع على جانب الحدودي وتخوف الاردن من تواجدهم.